البرنامج النووي الحقيقي... هو إرادة الشعب الإيراني

الجمعة 20 حزيران , 2025 02:53 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

حين يتحدث العالم عن البرنامج النووي الإيراني، كثيرًا ما تُسلّط الأضواء على المنشآت، العلماء، المفاوضات، والضغوط الدولية. لكن الغائب الأكبر عن هذا الحديث هو الحقيقة الجوهرية التي تدفع بهذا البرنامج إلى الأمام وتحميه من التهديدات، وتُبقيه عصيًّا على الانكسار: الشعب الإيراني نفسه.

فمنذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، أثبت الشعب الإيراني مرارًا أنه ليس مجرد متلقٍّ للقرارات، بل هو الفاعل الأساس في الدفاع عن السيادة الوطنية، ودعم القرارات المصيرية، وعلى رأسها الحق في امتلاك المعرفة النووية السلمية.

لقد أدرك هذا الشعب أن امتلاك التكنولوجيا النووية لا يعني فقط تطوير الطاقة أو الطب أو الزراعة، بل يعني أيضًا السيادة والاستقلال، ورفض التبعية والرضوخ للهيمنة الغربية.

الصلابة في وجه العقوبات

تحت وطأة أقسى العقوبات الاقتصادية التي شهدها بلد في التاريخ المعاصر، لم يتراجع الإيرانيون، بل حولوا التحديات إلى فرص. فكلما شدد الغرب الخناق، ازداد الالتفاف الشعبي حول القيادة، وتعززت القناعة بأن الطريق إلى الكرامة يمر عبر الصبر والمواجهة.

فما يُسمى بـ"البرنامج النووي الإيراني" هو في حقيقته عنوان لإرادة جماهيرية. إنه مشروع وطني بامتياز، لا يقتصر على العلماء والفنيين، بل يمتد إلى المزارع والعامل والطالب والمرأة في بيتها، الذين يساهمون بصبرهم وإيمانهم وعملهم في تثبيت هذا الخيار السيادي.

القيادة والشعب: وحدة لا تنفصم

إن ما يميز إيران اليوم هو هذا الانسجام العميق بين القيادة والشعب، وهو ما يجعل أي تهديد خارجي أو حملة إعلامية عديمة الجدوى. فالقيادة في إيران لم تتخذ قراراتها في الغرف المغلقة، بل في سياق تفاعل دائم مع نبض الشارع وضمير الأمة. من هنا، كانت كل جولة تفاوض، وكل مقاومة للعقوبات، وكل تطوير علمي، تجري بدعم شعبي واسع، يرى في هذه المعركة عنوانًا للكرامة الوطنية.

رسالة إلى العالم

يريد الغرب أن يصور البرنامج النووي الإيراني كخطر يجب احتواؤه، لكنه يغفل الحقيقة الأكبر: أن التهديد الحقيقي بالنسبة لهم هو ليس أجهزة الطرد المركزي، بل هذا الشعب الذي لا يُقهر، وهذه الوحدة الداخلية التي تصنع المعجزات.

نعم، الشعب الإيراني هو البرنامج النووي.

هو الإرادة التي لا تُكسر، والصوت الذي لا يصمت، والعقل الذي لا يتوقف عن الإبداع.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل