عندما تصبح شظية في "تل أبيب" حدثاً، وخراب مستشفيات غزة خبراً منسياً ..!

الخميس 19 حزيران , 2025 01:00 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

العالم يحترم القوي، ويتواطأ ضد المستضعفين، تلك هي القاعدة الوحيدة التي تحكم النظام الدولي اليوم. لا أخلاق، لا قوانين دولية، ولا شعارات عن حقوق الإنسان. هناك فقط ميزان قوة، تفرضه الرصاصة، ويصوغ ملامحه الصاروخ.

حين ردّت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بصواريخها على العدوان الصهيوني الغادر، ورغم استهدافها موقعاً استخباراتياً عسكرياً حساساً، خرجت الأبواق الغربية – ومعها الإعلام العبري – تتباكى على "زجاج نوافذ مستشفى" قريب من الهدف! مشهد درامي مضحك، تذكيري، وحقير: حين تهتز تل أبيب، يتوقف الكون عن الدوران. وحين تسيل دماء الأطفال في غزة، أو تُقصف غرف العمليات الجراحية، يُقال لنا: "إسرائيل تدافع عن نفسها".

إرهاب ممنهج باسم الدفاع

دعونا نعدّد، فقط للتاريخ، لا لرجاء إنصاف:

مستشفى الشفاء: دُمّر واقتحم. مرضى قُتلوا في أسرّتهم.

مجمع ناصر الطبي: اعتقالات جماعية، وانتهاك لحُرمة المستشفيات.

المستشفى المعمداني: مجزرة موثقة بصوت وصورة.

مستشفى كمال عدوان، الأمل، الإندونيسي، الرنتيسي للأطفال، العودة، الصداقة التركي، الكويت التخصصي: جميعها كانت أهدافاً مباشرة أو غير مباشرة لآلة القتل الصهيونية.

أين كانت وسائل الإعلام التي أقامت الدنيا لأجل "زجاج في مستشفى بتل أبيب"؟

أين هي البيانات الغربية عن "الهجوم على البنية الصحية"؟

أين غضب الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، وناشطي حقوق الإنسان، ومنظمات "الضمير العالمي"؟

إيران وحدها في الساحة... وتواجه

في ظل هذه المعادلة المقلوبة، تثبت إيران أنها الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط. لا تعوّل على حلفاء. لا تنتظر ضوءاً أخضر من مجلس أمنٍ مسلوب الإرادة. لا تبني استراتيجياتها على وعود الصين أو روسيا أو حتى الجيران. كل ما لديها هو قرارها السيادي، وسلاحها، وإرادتها التي لم تنكسر منذ 45 عاماً.

نعم، بيانات الدعم من هنا وهناك، لكنها كلمات في هواء. في لحظة الحسم، لن تنفعك إلاّ الرصاصة التي خبّأتها في جيبك، والتي وجّهتها بثقة إلى من ظنّ أنه يملك سماءك وأرضك وسيادتك.

إسرائيل ليست دولة، بل مشروع فاشي بغطاء غربي

كيان الاحتلال الذي يصدّر نفسه كـ"واحة ديمقراطية" في الشرق الأوسط، هو ذاته من دكّ المستشفيات، وحرّق الأجنة في الحاضنات، وقيّد الأطباء وساقهم إلى المعتقلات. هذا الكيان لا يقيم وزناً لا لأعراف الحرب ولا لحرمة الإنسان ولا لحياد الطب.

إنه ليس دولة، بل ثكنة عسكرية مزروعة على حساب شعب مشرّد، مشروع استيطاني فاشي مغلّف بدعاية هوليوودية، يحيا فقط لأن الغرب اختار أن يحميه مهما كانت الجرائم التي يرتكبها.

كلمة أخيرة إلى المطبعين والصامتين

إيران ليست في حاجة إلى شهادات، ولا إلى مدائح. هي الدولة الوحيدة التي ردّت على "إسرائيل" عسكرياً منذ عقود، علناً، وعلى الملأ. فعلتها رغم التهديد، ورغم التلويح بالحرب، ورغم العزلة الدولية التي يراد فرضها عليها.

أما أنتم، من راهنتم على "السلام"، وهرولتم إلى تل أبيب، واعتقدتم أن "الحياد" فضيلة… فاسألوا أنفسكم:

لو كانت إيران في مكانكم، أكان أحد في هذا العالم يتجرأ على تدمير مستشفى، واعتقال طبيب، وقتل طفل في غرفة عناية؟

الجواب: لا.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل