أقلام الثبات
تتناقل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مشاجرة كادت تصل إلى الاشتباك بالأيدي أمام كاميرات الصحفيين، بين وزير الداخلية الصهيوني عومير بارليف وعضو الكنيست العنصري المتطرف إيتمار بن غفير، على خلفية القصف الصاروخي الإيراني لمنطقة الخضيرة:
بارليف يصرخ على بن غفير: لماذا استفزيتم إيران؟ وبن غفير يجيب بصرخة أعلى: لم نكن نعلم بهذه القدرات الصاروخية لديها.. (ويُمكن لأي قارئ مشاهدة هذا الفيديو عبر أي محرك بحث).
نعم، قدر إيران كرامتها الثورية، أسوة بفنزويلا والعديد من دول أميركا اللاتينية التي رفضت أن تكون جمهوريات موز ذليلة لدى أميركا: "نعطيكم شتول الموز لزراعتها ونشتري الإنتاج منكم، مقابل أن تكونوا في حمايتنا وضمن معسكرنا".
وقدر إيران أن شعبها عُرِف تاريخياً بحياكة السجاد يدوياً، مع ما تتطلبه الحياكة من جهد وصبر واعتماد على الذات، ولذلك باتت إيران، خصوصاً بعد الثورة عام 1979 وبدء الحصار الأميركي الظالم عليها، تَحِيك اقتصادها ونهضتها وتطورها كدولة صناعية ونووية على طريقة حياكة السجاد؛ المواد الأولية من أرضها، والأيدي العاملة، من العامل إلى العَالِم من شعبها الذي يتوارث نعمة الصبر في حياكة الحضارة.
وقد لا يُلام البعض ممّن لا يقرأون على الأقل التاريخ القريب للثورة الإسلامية في إيران، ومعاناتها مع الحصار الأميركي، الذي يحظر عليها شراء قطع غيار الطائرات الحربية الموروثة من عهد الشاه الراحل المعزول محمد رضا بهلوي، وبات أسطولها الجوي مُتقادماً بعض الشيء، ومنعها الحصار الغربي المحكوم من أميركا من تجديد طائراتها، وفي ما عدا ذلك نترك لشركات الدراسات الإحصائية الغربية الحديث عن القدرات العسكرية للدول للعام 2025، ومنها موقع Global Fire Power، لتبيان قدرات الجيش الإيراني بالمقارنة مع الجيش "الإسرائيلي".
ونقلاً عن CNN، أورد الموقع المذكور أن الجيش الإيراني في المرتبة الـ16 عالميًا، في قائمة أقوى جيوش العالم، لعام 2025، في حين يحتل الجيش "الإسرائيلي" المرتبة 15 عالميًا من بين 145 دولة.
عدد السكان
يبلغ عدد سكان إيران قرابة 88 مليون نسمة، بينهم قرابة 49 مليون نسمة قوة بشرية متاحة، مقابل عدد سكان يزيد عن 9.4 ملايين نسمة في "إسرائيل"، بينهم 3.9 ملايين نسمة قوة بشرية متاحة.
عدد الجنود
يصل عدد أفراد الجيش الإيراني إلى 960 ألف جندي، بينهم 610 آلاف جندي فاعل، و350 ألف جندي في قوات الاحتياط، بينما يبلغ عدد أفراد الجيش "الإسرائيلي" 635 ألف جندي، بينهم 170 ألف جندي فاعل، و465 ألف جندي في قوات الاحتياط.
القوة الجوية
يمتلك الجيش الإيراني 551 طائرة حربية متنوعة، بينها 186 مقاتلة، و23 طائرة هجومية، و87 طائرة شحن عسكري، إضافة إلى أكثر من 100 طائرة تدريب، و10 طائرات لتنفيذ مهام خاصة، إضافة إلى 129 مروحية عسكرية، منها 13 مروحية هجومية، بينما يمتلك جيش العدو 611 طائرة حربية متنوعة، منها 240 مقاتلة، و38 طائرة هجومية، و13 طائرة شحن عسكري، إضافة إلى 155 طائرة تدريب، و23 طائرة لتنفيذ مهام خاصة، و146 مروحية عسكرية، منها 48 مروحية هجومية.
عدد المطارات
لدى إيران 319 مطارًا صالحًا للاستخدام، مقابل 42 مطارًا صالحًا للاستخدام لدى "إسرائيل"؛ في تفوق واضح لصالح طهران هنا.
القوة البحرية
هنا يبدو التفوق لصالح إيران التي يضم الأسطول البحري 107 قطع بحرية، منها 25 غواصة، إضافة إلى 21 سفينة دورية، و7 فرقاطات و3 طرادات، مقابل 62 قطعة بحرية لدى الأسطول "الإسرائيلي"، منها 5 غواصات و46 سفينة دورية، بالإضافة إلى 7 طرادات.
سلاح الدبابات
يمتلك الجيش الإيراني 1713 دبابة و65.825 مدرعة و392 مدفعاً ذاتي الحركة، و2070 مدفعا ميدانياً، إضافة إلى 1517 راجمة صواريخ؛ في تفوق في هذا الجانب على نظيره "الإسرائيلي"، الذي يمتلك 1300 دبابة و35.985 مدرعة و352 مدفعاً ذاتي الحركة، و352 مدفع ميداني، إضافة إلى 171 راجمة صواريخ.
ميزانية الدفاع
تبلغ ميزانية الدفاع الإيرانية أكثر من 15.450 مليار دولار، مقابل 30.500 مليار دولار ميزانية الدفاع "الإسرائيلية".
لكن ميزان القوى بين البلدين لا يقتصر على الجانب العددي، فهناك أيضًا الترسانة الصاروخية الإيرانية التي يمكنها تهديد المواقع "الإسرائيلية"، خصوصاً أن العمق الجغرافي للبلاد لا يقارن بحجم إيران الجغرافي الكبير، لكن بوسع "إسرائيل" أن تتكل على وجود الكثير من الحلفاء حول العالم، وعلى رأسهم واشنطن، التي تحرص إداراتها المتتابعة على تأكيد التزامها بأمنها.
انتهى تقرير Global Fire Power، ولكن لم تنتهِ المفاجآت الإيرانية بعد، حيث يجري الحديث عن قوة الرعب الصاروخي القادم من "مدن الأنفاق" في إيران، حيث تصنيع وتخزين الصواريخ الاستراتيجية العملاقة التي لم يحن أوان استخدامها بعد، ونختم مع كلام المرشد الأعلى السيد علي خامنئي في إجابته على تهديدات لشخصه من المجرم نتانياهو حيث قال سماحته:
"حياتي لا تساوي عندي أكثر من نظَّاراتي، ولدى إيران الآلاف من العلماء والقادة لخلافتي وخلافة العلماء والقادة الشهداء الذين رحلوا، وصراعنا مع هذا العدو مستمر حتى زوال عدوانه".