الثبات-إسلاميات
الحياة الزوجية في الإسلام تقوم على المودة والرحمة، وتُبنى على أسس من التعاون والتغاضي والصبر، لا على الكمال والمثالية، ومن أروع ماجاء عن النبيﷺ من توجيها تعالج ما قد يعرض في العلاقة بين الزوجين من فتور أو اختلاف الحديث الآتي:
فعن أبي هريرة رضي الله مرفوعًا إلى النبيﷺ: ((لا يَفرَك مؤمن مؤمنة، إن كَرِه منها خُلُقًا رضي منها آخر)) وفي رواية: ((غيره))
فيه أن الرجل المسلم لا يبغض زوجته المسلمة ولا يظلمها؛ وذلك لأنه إذا كره منها خُلُقًا سيئًا رضي منها خُلقًا حسنًا، قال تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} والخُلُق الحسن يستر الخُلُق القبيح، وهكذا حال المرأة المسلمة مع زوجها المسلم لا تبغضه؛ لوجود وصفٍ سيءٍ فيه فإن الكمال لله وحده، ومن طلب إنسانًا رجلًا كان أو امرأة لا نقص فيه فقد رام المُحال، الإنسان لا يشهد الكمال من نفسه فكيف يطلبه في غيره؟
فعلى كلا الزوجين أن يجعل من الصفات الحسنة عند الآخر شافعًا للصفات السيئة، وربما تكون هذه الأخلاق السيئة في الزوج أو الزوجة عقوبة للآخر؛ ليستقيم حاله مع الله سبحانه، ويصلح ما بينه وبين خالقه سبحانه
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "إنِّي لأعصي الله فأعرف ذلك في خُلُق زوجتي"
وكما قال الحسن البصري رحمه الله:"إنَّ الحجَّاج –أي:الحجاج بن يوسف الثقفي- عقوبة من الله لكم فلا تقابلوا عقوبته بالسَّيف وقابلوها بالاستغفار"
ويجوز لكلا الزوجين التحبب للآخر ولو لم يجد ذلك في قلبه، فيجوز أن يكذب أحدهما بلسانه فيدَّعي محبة الآخر إذا سأله عن محبته، وبذلك يصير الوِفَاقُ ويتم الوئام وينقلب هذا التصنع إلى حب حقيقي إن شاء الله.