رسائل عسكريّة صينيّة غير مسبوقة.. إيران جهّزت اخطر أوراقها! _ ماجدة الحاج

الثلاثاء 17 حزيران , 2025 07:47 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 
على حافّة الهاوية، تسير المواجهة بين "اسرائيل" وايران، والتي استوعبت سريعا -وعلى عكس توقعات واشنطن وتل ابيب، الضربات الخطيرة وغير المسبوقة التي نفّذتها الاخيرة بموجاتها الاولى يوم الجمعة الماضي، بحقّ قادة عسكريين ونوويّين كبار بشكل مباغت، وبدا الهجوم الايراني الموجع على "اسرائيل" عقب ساعات فقط على العدوان "الاسرائيلي"، وما تلاه من ضربات لا زالت مستمرّة حتى الان، شملت اهدافا وقواعد ومنشآت عسكرية وامنية وحيوية حسّاسة في العمق "الاسرائيلي"، تتكتّم تل ابيب عن معظمها بل وتفرض رقابتها العسكرية تكتما مطبقا حيالها- خصوصا حول الاهداف الامنية " فائقة الاهميّة" التي ضربتها ايران امس، واكتفت وسائل اعلام عبرية بذكر "من الافضل التزام الصمت ازاء ما ضربته ايران صباح اليوم في غليلوت-شمال تل ابيب"!
 
اما وانّ "اسرائيل" ليست بالتأكيد وحدها في هذه المواجهة، فالإنخراط اللوجستي والاستخباري فيها لا يقتصر حصرا على الولايات المتحدة، بل على كل دُول "الناتو"، لانّ الهدف الأبعد من هذه الهجمة المعادية على ايران، هو الصين -اولا واخيرا..والأخيرة  تدرك ذلك جيدا.. فهذه الحرب هي حرب الولايات المتحدة وهي التي تقودها بقوّة من الخلف، و"اسرائيل" ليست سوى الواجهة.
 
لافتٌ ما نُقل عن دبلوماسي صيني في بيروت، والذي ادرج المواجهة الحاليّة بين "اسرائيل" وايران، في اطار حرب عالمية غير مُعلَنة  بين الولايات المتحدة والصين، والتي برأيه ستُحسم نتيجتها في تايوان بعد اقل من سنتين!.. وهذا ما يدفع الولايات المتحدة الى تسربع العمل بكل ما اوتيت من قوّة للمواجهة المرتقبة! برأيه، روسيا وايران ليستا اعداء استراتيجيين لأميركا كما هو حال الصين- "البعبع" الاقتصادي والعسكري الصاعد بقوّة في وجه اميركا!
 
وعليه، لا تكتفي الصين بالمراقبة من بعيد. صحيح انّ ايران اعتمدت على نفسها بالتصنيع العسكري نتيجة العقوبات المعادية القاسية عليها منذ ما يزيد على اربعة عقود حتى الآن، وبات لديها ما يكفي من القدرات العلمية والعسكرية للدفاع عن نفسها- على عكس "اسرائيل" التي لا تستطيع الاستمرار من دون "الاوكسجين" الاميركي والغربي.. ولربما كلام جيفري ساكس-المحلّل السياسي الشهير يختصر هذه الحقيقة بقوله" اسرائيل لا تستطيع القتال يوما واحدا دون الدعم العسكري الاميركي".. ليبقى السؤال البديهي اليوم" هل ايران وحيدة الان في مواجهة هذه الحرب الجماعية المعادية عليها"؟
 
رغم الضربة القاسية التي تلقّتها الدفاعات الجوية الايرانية منذ اشهر بالضربات "الاسرائيلية" ردّا على عملية "الوعد الصادق"، الا انّ حدثا لافتا خرق المواجهة بين ايران و"اسرائيل" منذ اولى ايامها يستوجب التوقف عنده.ويكمن بإعلان الجيش الايراني ليل الجمعة الماضي- اي بعيد ساعات فقط على الضربة "الاسرائيلية " المباغتة ضدّ ايران، اسقاط مقاتلة "اف 35" المتطورة في اجواء محافظة خوزستان-جنوب غرب ايران. ليُلحق هذا الاعلان سريعا بما اورده موقع "ايران بالعربية" ومفاده" انّ القوات البرية في الجيش الايراني، اعتقلت الطيار "الاسرائيلي" دون تقديم مزيد من التفاصيل..
 
هذا قبل ان يتمّ تأكيد انّ هويّة المُعتقّل انثى!.. امير موسوي -الدبلوماسي الايراني السابق، اكّد انّ "انّ الطيار المُعتقّل انثى ، وسيتمّ نشر اعترافاتها على التلفزيون الايراني، والاعترافات ستهزّ "اسرائيل"، وسيعرف الجميع من اين تتزوّد بالوقود ومن اين انطلقت"!..
 
لكنّ الحدث اصبح لاحقا وسريعا يتجاوز اسقاط مقاتلة واحدة من نوع "اف35" ليصل الى ثلاثة في مهلة زمنيّة ضيّقة!..لتُعلن "القدرات العسكرية الايرانية" عن "اسرى من القوة الجويّة الاسرائيلية في قبضة القوات الخاصة الايرانية"! اذن الكلام لم يعد يقتصر على مجرّد اسير"اسرائيلي" واحد!.. بحسب تسريبات صحفية بريطانية نُقلت عن الصحفي البريطاني ريتشارد ميدهيرست، فإنّ مسؤولا كبيرا في ادارة ترامب، اوصل -عبر جهة عربية، بعد الحاح تل ابيب، طلب استرداد الاسرى سريعا من ايران، مقابل "تهدئة" اسرائيل في ضرباتها، الا انّ
الاخيرة رفضت بشكل قاطع..ما استفزّ الرئيس ترامب بشكل كبير واطلق تهديده المباشر عبر تغريدته اللافتة والغريبة بوجوب اخلاء السكان طهران سريعا!
 
ورغم نفي "اسرائيل" كعادتها واقعة اسقاط مقاتلة "اف35"، الا انّ تسريبات صحفية غربية تلقّفت تأكيدات "ميدانية" عن اسقاط 3 مقاتلات من هذا النوع المتطور، ليجعل من ايران اوّل دولة في العالم تنجح بإسقاط مقاتلات شبحيّة من الجيل الخامس.. فهل تمّ اسقاطها بدفاعات جوية صينيّة زُوّدت بها ايران سريعا بعد بدء العدوان المعادي عليها؟ ليشكلّ ذلك رسالة صينيّة ثانية الى "من يهمها الامر" في غضون اقل من شهرين؟


في بداية شهر ايار الماضي، وبدفع اميركي، تحرّشت الهند عسكريا بباكستان، الجميع حول العالم رجّحوا ان تطول المواجهة بين الدولتّين، لكنّ الذراع العسكرية والتكنولوجيا الصينيّة التي تزّودت بها اسلام اباد، حسمتها سريعا. لتتوجّه انظار الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها، الى الدفاعات الصاروخية التي اعتمدت عليها باكستان ومكنتها من اسقاط 5 مقاتلات من "نخبة" المقاتلات الهندية -بينها 3 مقاتلات من طراز "رافال" الفرنسية الشهيرة في مهلة زمنية ضيقة..فمن هو "صائد نخبة المقاتلات هذا"؟ ليبدأ التصويب على صاروخ "بي ال-15 " جوّ-جو الصيني بعيد المدى! وحيث مثّلت هذه الواقعة رسالة صينيّة مبطّنة للولايات المتحدة..

فهل يندرج اسقاط "نخبة" المقاتلات الاميركية "اف 35" في اجواء ايران، رسالة صينيّة اخرى للولايات المتحدة؟.. وهل حصلت ايران على مؤازرة عسكرية صينية في اضخم هجمة معادية تتعرّض لها منذ يوم الجمعة الماضي؟
  
منصّة "فلايت رادار" العالمية، تتبّعت منذ يومين طائرات شحن صينيّة توجّهت نحو ايران، بينها طائرة ايرباص" اي330-243 اف"، اقلعت من غوانفتشو عبر تركمانستان، ثمّ اوقفت اجهزة الارسال والاستقبال الخاصّة بها قبل دخول اجواء ايران، فيما اقلعت اخرى من "زينغزهو" باتجاه لوكسمبورغ، لكنها هبطت فجأة في طهران.. هذا فيما برز موقف لافت من باكستان عبر بيان اعلنت فيه وقوفها بقوة الى جانب الاخيرة، ويقرّ مجلس الشيوخ الباكستاني بالاجماع، قرارا يدعم ايران في مواجهة عدوان "اسرائيل" عليها. 
 
وفي وقت تواترت انباء لم تؤكَّد عن طلب سلاح الجوّ الباكستاني من القيادة الايرانية، التدخل لمؤازرة طهران في حماية الاجواء الايرانية، سرت "تأكيدات" اسرائيلية حيال " تزويد باكستان لإيران بشحنة تضمّ صواريخ باليستية". أُعيد تداول هذه المعلومات في موقع "مزيف" العبري، الذي اشار الى ما اسماه "تقارير ايرانية غير مسمّاة" تحدثت عن "عبور طائرة شحن عسكرية  داخل المجال الجوّي الايراني، بالتزامن مع توقف حركة الطيران ، ما يرجح-بحسب الموقع، عملية تسليم عسكري سرّي لإيران. وهو ما نفاه مصدر في وزارة الدفاع الباكستانية لوكالة "اسوشيتد برس"، لافتا الى عدم ارسال اي شحنات عسكرية لايران"في الوقت الراهن".
 
هي باكستان النووية الاسلامية المُحدّدة ايضا ضمن المهداف المعادي والتي تنظر اليها اسرائيل بعَين خبيثة. وسبق وصرّح بنيامين نتنياهو في اكثر من مناسبة، انّ "النووي الباكستاني سيأتي دوره مباشرة بعد ايران، وانّ اسرائيل لن تسمح بأن تمتلك دولة مسلمة سلاحا نوويا"!

وفيما تتجه الأنظار الى الحشود وحاملتَي الطائرات الاميركية المتجهة الى المنطقة، وسط ترقب عالمي لاحتمال صدور قرار اميركي في اي لحظة، يعلن الانخراط العسكري الأميركي رسميا وبشكل مباشر بالمواجهة الدائرة، الا انّ شخصيّة دبلوماسيّة عربيّة معروفة، كشفت عن وصول معلومات الى واشنطن، تؤكد "جدّية" ايران باستهداف قواعد عسكرية اميركية في المنطقة-ردا على اي انخراط عسكري مباشر في المواجهة، وتمّ تحديدها!
 
لوّح الحرس الثوري الايراني بحرب طويلة مع "اسرائيل". فكيف سيكون عليه شكل المواجهة من الان وصاعدا؟ خصوصا عندما تقرّر ايران إدخال صواريخها "القاتلة" التي لم تستخدمها بعد الى الميدان؟ ، ومن ضمنها "فاتح2" والجيل الجديد من صواريخ "سجّيل" ، و"خرمشهر"-التي يبلغ وزن رأسها الحربي 2 طنّ.. والقائمة تطول!
 

الا انّ اخطر ما كشفت عنه تسريبات صحفية فرنسية- تتجاوز اهمية وتداعيات اغلاق مضيق هرمز على مستوى العالم، اكتفت بوصفها "اخطر الأوراق التي جهّزتها طهران"بمعيّة حلفائها".. وقد تفجّرها في اي لحظة"!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل