إيران وزمن ولادة شرق أوسط جديد .. يقوده الحق، لا الباطل

الإثنين 16 حزيران , 2025 11:42 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

ليست المشكلة في السلاح النووي، ولا في حجم المعرفة ولا في مستوى التقدّم العلمي، فالتاريخ أثبت أن من يمتلك القنابل النووية ويحمل راية "الديمقراطية" المزيّفة يمكن أن يكون هو الجلاد والقاتل والمحتل في آنٍ معًا. المسألة أبعد من ذلك بكثير، إنها صراع بين مشروعين متناقضين: مشروع الحق الذي ينحاز للمستضعفين ويحمل راية التحرّر، ومشروع الباطل الذي يبني مجده على الدماء والنهب والاحتلال.

في هذا العالم المزدوج المعايير، لا نكاد نجد نظامًا رسميًا يتجرأ على الوقوف في وجه الكيان الصهيوني علنًا، ناهيك عن دعمه للمقاومة قولًا وفعلًا. وحدها الجمهورية الإسلامية في إيران أعلنت موقفها منذ اللحظة الأولى: هذا كيان غاصب، زائل لا محالة، ولا مكان له على أرض فلسطين. لم تقلها من باب الشعار، بل بنت عقيدتها السياسية والاستراتيجية على هذه الحقيقة، وقدّمت التضحيات، وتحمّلت العقوبات، وصمدت في وجه الحصار، لأنها آمنت أن دعم المقاومة واجب ديني وأخلاقي وإنساني.

ما يجري اليوم في المنطقة ليس سوى فصلٍ من فصول المواجهة الكبرى. إنها حربٌ بين مشروع الهيمنة والاستعمار والاستكبار، وبين مشروع السيادة والكرامة والتحرّر. بين من يسعى لتفتيت الشعوب وتهجيرها وقضم أرضها، ومن يدعم نهوضها ويمنحها أدوات الدفاع والصمود. إنها ليست حربًا بين دول بل بين الحق والباطل، بين المستكبرين الذين تحالفوا لتكريس وجود كيان مزروع بالقوة، والمستضعفين الذين أيقنوا أن زمان الذل قد ولّى، وأن ساعة الجولة الحاسمة قد اقتربت.

في هذا السياق، نرى كيف تتكالب قوى الغرب على الجمهورية الإسلامية لا لشيء، بل لأنها تكسر المعادلات، وتزرع في وعي الشعوب أن بإمكانها أن تقول "لا" لأميركا، "لا" لإسرائيل، "لا" للخنوع. أرادوا أن تكون إيران دولة هامشية، فإذا بها تتحوّل إلى محور. أرادوا عزلها، فحوّلت الحصار إلى فرصة، والصراع إلى مشروع أمّة.

اليوم، ترتجف عروش الباطل لأن جولة الحق قد بدأت. ولأن أبناء فلسطين ولبنان واليمن والعراق  وكل أحرار العالم باتوا يؤمنون أن المعركة لم تعد معركة بقاء، بل معركة تحرير شامل، معركة استعادة الأرض والكرامة والتاريخ.

هذه الجولة، هي جولة المستضعفين الذين صبروا طويلًا، وآن لهم أن يروا ثمار تضحياتهم. إنها الجولة التي تكتبها دماء الشهداء، وصبر الأمهات، ودموع الأحرار في المعتقلات، وتوق الأطفال لسماء خالية من الطائرات القاتلة.

إنه زمن الانتصار.
زمن سقوط الكيان.
زمن ولادة شرقٍ جديدٍ، يقوده الحق، لا الباطل.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل