الكيان الصهيوني.. والخطأ التاريخي مع أمَّة بحجم قارّة _ أمين أبوراشد

السبت 14 حزيران , 2025 06:43 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

مع تصاعد وتيرة الحرب بين "إسرائيل" وإيران، على خلفية الهجوم المباغت الذي شنَّه الطيران "الإسرائيلي" على مواقع زُعِمَ إنها نووية وصاروخية إيرانية، وما تلا العدوان من ردود طهران الانتقامية القوية القاسية، نشرت CNN في تقريرٍ دقيق، مقارنة بالأرقام بين قدرات جيشيّ البلدين، وفقاً لإحصائية عن العام 2025، وليس الغريب في هذه المقارنة أن جيش الحرب "الإسرائيلي" جاء في المرتبة 15 عالمياً، والجيش الإيراني في المرتبة 16، بل في حجم كيان قزم جغرافياً بمساحة 22 ألف كلم مربع، بمواجهة دولة/ قارة تترامى على مساحة مليون وستمئة ألف كلم، ألزمت رشقة صاروخية من أراضيها ثلثي سكان "إسرائيل" على المبيت في الملاجئ.

وإذ يخوض نتانياهو حروبه من غزة الى لبنان وسوريا واليمن وصولاً إلى إيران، كي يبقى على رأس حكومة لتسعة ملايين مستوطن يهودي، فهو يواجه الآن أمَّة إيرانية من 88 مليون نسمة، وهو مهما حاول ومعه أميركا والغرب عبر الأعمال الأمنية في الداخل الإيراني، أو العمليات العسكرية من خارج الحدود، فإن المقارنة التي أجرتها محطة CNN تشير إلى التفوق العددي للجيش الإيراني، وفي القطع البحرية الحربية والقوة الصاروخية، مع تفوق "إسرائيلي" بسيط في عدد الطائرات الحربية، وتفوق "إسرائيلي" كبير بنوعية الطائرات لجهة الحداثة والتطور التكنولوجي، فيما الطيران الحربي الإيراني معظمه مُتقادم، بالنظر الى الحجر الأميركي على قطع الغيار ضمن الحصار المفروض على إيران منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، علماً أن عدد المطارات المستخدمة في "إسرائيل" يبلغ 42 مطاراً وتم تهريب الطائرات التجارية الى قبرص واليونان، مقابل 319 مطاراً لدى إيران.

وإذ نكتفي بمختصر عن المقارنة بين الجيشين، التي اوردتها CNN عن موقع Global Fire Power للعام 2025، فإن موازنة وزارة الدفاع الإيرانية تبلغ نحو 15 مليار دولار مقابل 30 مليار لوزارة الدفاع "الإسرائيلية"، ولن نستفيض أكثر في الأرقام لأننا لا نرغب الدخول في التحليل العسكري والإستراتيجي، بل نكتفي بالقول إن صاروخاً باليستياً واحداً من إيران دمَّر تسعة مبانٍ شاهقة في حي واحد بمدينة "ريشون ليتسيون" الملاصقة لتل أبيب ليل الجمعة/ السبت.

وإذ أطل نتانياهو يوم السبت واعترف بامتلاك إيران 20 ألف صاروخ باليستي، وأن "إسرائيل" لا تتحمل هذا الخطر، وتنوي تدميرها في مهدها، فإن ذريعة النووي قد انتفت لديه عندما "ذاق طعم" الصاروخ الباليستي الإيراني، خاصة بعد إعلان القيادة العسكرية الإيرانية، أن الدفعة القادمة من صواريخها ستكون من ألفي صاروخ دفعة واحدة.

المواجهة طويلة حتى ولو تقطعت إلى مراحل، والهدف هو النظام الديني الحاكم في إيران، كونه عقائدي حتى الاستشهاد، وهذا ما يقلق النظام الديني اليهودي غير المتماسك، ويقلق ربما بعض دول التطبيع العربية، لكن هذه هي إيران، دولة دينية ثورية على أرضها، تنتمي لأصول بلاد فارس منذ كان التاريخ، وانتمت بثورتها عام 1979 إلى ثورة الحسين عليه السلام، ولا نرى أن دولة دينية صهيونية محتلة عمر لعنتها في هذا الشرق خمسة وسبعين عاماً، قادرة على مواجهتها بمستوطنين استوردتهم من كافة مناحي الأرض لتغيير حقائق التاريخ ووقائع الجغرافيا.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل