إيران بين الدفاع عن نفسها أو الدفاع عن الإسلام ومحور المقاومة ــ د. نسيب حطيط

السبت 14 حزيران , 2025 09:49 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
عاش محور المقاومة والفلسطينيون في غزة والضفة الغربية لحظات فرح وفخر والأخذ بالثأر وجرعه أملٍ ، بعد يوم حزين ومأساوي أطبق على صدور أهل المقاومة وهم يسمعون ويشاهدون القصف "الإسرائيلي" على الجمهورية الإسلامية في إيران، والتي زادت أحزانهم وشعورهم بالضعف والهزيمة وهم الذين كانوا يراهنون على قوة إيران لإعادة توازن الردع بين محور المقاومة والمحور الأمريكي بعد الضربات التي أصابت المقاومة في لبنان وفلسطين وسقوط سوريا.
بعد أكثر من 40 عاماً من تأسيس جيش العشرين مليوناً لتحرير القدس، تدخل إيران ميدان المواجهة العسكرية المباشرة مع العدو "الإسرائيلي" الذي أطلق الرصاص في عقر دارها واغتال القادة العسكريين والعلماء النوويين وحاول تدمير "الحلم النووي" الإيراني الذي تحمّلت إيران من أجله سنواتٍ عجافاً من الحصار والتهديد والتجويع.
تقف إيران اليوم أمام مفترق طرق وخيارات صعبة ستحدّد موقعها ودورها السياسي في المنطقة ووجودها كدولة "إسلام تحرّري" معاصر ونووي، وستحدد أيضاً مصير "إسرائيل" من دولة محتلة الى "إسرائيل الكبرى"، وستحدّد ايضاً دور اميركا كقائد للعالم وللشرق الأوسط أم يكون عالماً متعدّد الأقطاب، بعد فتح الطريق للصين وإسناد روسيا، مما يُلزم القيادة الإيرانية بأحد هذه الخيارات: 
-  خيار الدفاع عن النفس وحصر الرد الإيراني على "إسرائيل"، لحماية المصالح والأمن الإيراني ورد الاعتبار، والتفاوض مع أميركا لضمان المصالح الإيرانية.
- خيار الدفاع عن الاسلام ومحور المقاومة، وحماية المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق واليمن في المفاوضات التي َستعقب الاشتباك الإيراني - "الإسرائيلي"، مع خصوصية كبرى؛ بوجوب حماية المقاومة في لبنان، وإلزام العدو "الإسرائيلي" بوقف الاغتيالات والقصف وفق اتفاق وقف النار. 
- خيار قيادة المشروع المقاوم العربي والإسلامي لإفشال مشروع "إسرائيل الكبرى" او الشرق الأوسط الأميركي الجديد، ومحاصرة الديانة الإبراهيمية، وتهشيم العصبية المذهبية، لإعادة توحيد الموقف السياسي للمسلمين السنّة والشيعة وبقية المذاهب، لمنع الحروب المذهبية القادمة.
تقف إيران اليوم أمام امتحان الخيارات الاستراتيجية ،بعد وصولها الى لحظة ذهبية انتظرتها أكثر من 40 عاماً، لتكون قطباً إسلامياً وعالمياً في مواجهة المشروع الأميركي - "الإسرائيلي"، ولإعادة إحياء "الثقافة المقاومة" والتحرّرية، في الأمة العربية خصوصاً والإسلامية عموماً، بعد انطفاء نار التحرر والمقاومة عند الشعوب واستسلام الأنظمة وتبعيتها وخنوعها لأميركا و"إسرائيل".
ان إيران أمام استحقاق استراتيجي ومفصلي على مستوى بقاء الثورة الإسلامية، والتي يمكن ان تَرث الثورة "البولشيفية" التي سقطت عام 1990، وان تكون نواة المشروع التحرّري العالمي او أن تتقوقع داخل حدودها، لتعيش حياه هانئة ومرفّهة وتتخلى عن ثوريتها وقيمها وحلفائها.
أحرار العالم، خصوصاً في لبنان وفلسطين، يراهنون على صمود إيران واستمرارها في معركتها الميدانية مع العدو "الإسرائيلي"، لأنها الأمل الوحيد القادر على كبح جماح "التلموديين والمحافظين الجدد"، وإذا سقطت إيران سيسقط المشروع المقاوم، وستسقط فلسطين وسَتولد "إسرائيل الكبرى". 
مسؤولية إيران حماية نفسها وحماية حلفائها والمشروع المقاوم، مهما كانت الأثمان، لأنها إذا تخلّت عمن شاركها مشروعها المقاوم طوال 40 عاماً، فستصيبه بالخيبة، ولن تجد حليفاً عندما ستعود أميركا للهجوم عليها ثانية. 
نحن المقاومين اللبنانيين نطالب بحقّنا بأن نكون حاضرين على طاولة المفاوضات عبر إيران، لإلزام العدو بوقف النار ومنعه من الاغتيالات وقصف لبنان.
نحن لم نقصّر مع الإخوة في إيران، قاتلنا معهم في "خورمشهر" أثناء الحرب العراقية عليهم، وكنا ولازلنا صوتهم وحضنهم وإسنادهم حتى الاستشهاد، ولنا عليهم حق "الأخ على أخيه"، ونحن معهم كما كان أبو الفضل العباس مع أخيه الإمام الحسين (عليهما السلام).
مع الدعاء بالنصر للجمهورية الإسلامية والمقاومين في كل ميدان.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل