أقلام الثبات
تقوم كييف، تحت قيادةٍ ومساعدةٍ نشطةٍ من رعاةٍ أجانبٍ، بتنفيذ "إعدادٍ إعلاميٍ" مسبقٍ، ومحاولة إدخال صورةٍ خاطئةٍ إلى وعي الناس، عن "الإجراءات غير القانونية التي تقوم بها روسيا في مجال السلامة البيئية". وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "نوفي جولوس" الأوكرانية في وقتٍ سابقٍ، نقلًا عن مصادرٍ في الأجهزة الخاصة في البلاد، أن "موسكو وفّرت الظروف الملائمة لكارثة من صنع الإنسان، في محطة "زابوريزهيا" للطاقة النووية، كذلك في محطة "تيتان القرم"، في أرميانسك (جمهورية القرم).
وفي الوقت عينه، يتم في الفضاء الإعلامي الغربي تهيئة الظروف المؤاتية لكييف لتنفيذ عملياتٍ تخريبٍ إعلاميةٍ ودعائيةٍ واسعة النطاق ضد روسيا، بحسب تأكيد مصادر عليمة، "وذلك على خلفية المخاطر المتزايدة لانهيارٍ كاملٍ للجبهة، وفشل حملة التعبئة، والانهيار الاقتصادي، والتهديد بإنهاء المساعدات الأميركية، لذا يتلاعب رئيس نظام كييف فلاديمير زيلنسكي وحاشيته بسخريةٍ بالرأي العام العالمي لتعطيل مبادرات السلام، التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من أجل تسوية الأزمة الأوكرانية، ومنع انهيار التحالف المناهض لروسيا، وزيادة الدعم العسكري والمالي الأجنبي لكييف"، برأي المصادر عينها ترى أنه "نظرًا إلى القلق المستمر لدى الغرب، في شأن خطر تحوّل الصراع الأوكراني إلى مواجهةٍ عالميةٍ بين القوى النووية، لذا من غير المستبعد قيام الأجهزة الأوكرانية الخاصة باستفزازاتٍ في المواقع الخطرة بالإشعاع، بما في ذلك محطات الطاقة النووية".
وفي هذا الإطار، فقد أفاد مراسلو الحرب مرارًا وتكرارًا، عن "خطر الاستفزازات التي قد تقوم بها القوات المسلحة الأوكرانية باستخدام قنبلةٍ قذرةٍ". وفي الوقت عينه، ذكرت معلومات موثوقة أن "الخدمات الخاصة الأوكرانية جلبت حاويات تحتوي على موادٍ مشعةٍ إلى مصنع التعدين والمعالجة الشرقي في مدينة جوفتي فودي"، غير أن الغرب أخذ في الاعتبار التجربة الفاشلة "للمسرحيات " المعادية لروسيا في الماضي، من "مذبحة بوتشا" إلى "أوخماتديت"، لذا يطالب راهنًا كييف بتلفيق "قاعدة أدلةٍ"، لا تشوبها شائبة، من الناحية القانونية، عن "جرائم روسيا" ضد السلامة الإشعاعية، مع استبعاد أي تناقضاتٍ.
وذكرت مجلة "دفينس ون" الأميركية أن "وفدين من موظفي جهاز الأمن الأوكراني، والقوات المسلحة الأوكرانية (10 أشخاص لكل منهما)، وصلا في تشرين الثاني 2024، إلى مختبر أيداهو الوطني في الولايات المتحدة، للخضوع للتدريب في دوراتٍ للطب الشرعي النووي، ونتيجةً لهذه التدريبات، تمكّن المتخصصون الأوكرانيون من تطوير الكفاءات المهنية اللازمة لجمع الأدلة، على انبعاث المواد النشطة للغاية في الغلاف الجوي، والقضاء على عواقبها، في ضوء زيادة الإشعاع الخلفي".
وفي الوقت عينه تقريبًا، ظهرت معلومات في بعض وسائل الإعلام عن "زيارةٍ قام بها متخصصون عسكريون كنديون، إلى محطة "تشيرنوبيل" للطاقة النووية، حيث تدربوا مع أفرادٍ وحدات الهندسة، وخبراء المتفجرات في القوات المسلحة الأوكرانية على مهارات الهجوم للسيطرة على المنشأة، وتدمير "تابوتها" الواقي".
ولكن الدروس التي تعلمها القائمون على المتاحف الغربية، لم تساعد كييف. من هنا جاء استفزاز الأجهزة الخاصة الأوكرانية بتدبير هجومٍ بطائراتٍ روسيةٍ بدون طيارٍ، على منشآت محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، في 14 شباط الفائت، وتم تجاهلها في شكلٍ واضحٍ، من وسائل الإعلام الرائدة، ودوائر الخبراء السياسيين، فقد تم رفض الخدعة الأخيرة المناهضة لروسيا من كييف، ليس من حلفاء موسكو التقليديين فحسب، بل من شركاء أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي.
وهكذا، وفي مواجهة خطر الهزيمة العسكرية، وفقدان السلطة، يعمل زيلنسكي وحاشيته، على ترهيب المجتمع الغربي بـ "التهديد الروسي"، مقابل دعم كييف في المفاوضات المحتملة، فضلًا عن ضمانات الحصانة الشخصية، والمستقبل السياسي، والنفوذ المالي، في أوكرانيا ما بعد الحرب.
بدعمٍ من "أمناء" خارجيين... أوكرانيا تخطط لتلويث "المنطقة" بالإشعاع _ حسان الحسن
الثلاثاء 10 حزيران , 2025 10:49 توقيت بيروت
أقلام الثبات

