أقلام الثبات
يتعرّض المسلمون الشيعة عموماً والشيعة اللبنانيين خصوصاً، لحرب إعلامية، لتشويه صورتهم ووصفهم بالإرهاب، وتكفيرهم بتهمة "الخروج" عن إجماع الأمة المستسلمة والمتآمرة والمتحالفة مع العدو "الإسرائيلي" وتسميتهم "بالرافضة"، بسبب رفضهم للتطبيع والاستسلام للعدو والتنازل عن القدس وفلسطين ،بعدما تنازل أغلب الفلسطينيين عنها وأغلب العرب والمسلمين.
تقود أميركا حرباً عالمية سياسية ودينية واقتصادية واجتماعية لتشويه صورة الشيعة، ومحاولة إظهار "الشيعي" كأنه يعيش خارج عصره على مستوى اللباس والعقيدة والموقف السياسي، بتزوير الوقائع وتضليل الرأي العام حتى صار "الشيعي المقاوم" والشريف منبوذاً ويشكل حالة شاذة بين العرب والمسلمين المستسلمين الخاضعين "للإله الأميركي" والنبي "الإسرائيلي"، وانخرط بعض اللبنانيين في هذه الحرب الإعلامية وعملوا على تشويه الصورة وتغيير معايير الشرف والكرامة والوطنية، فصارت العمالة للعدو "الإسرائيلي" من مظاهر الوطنية والتبعية لأميركا ركيزة من ركائز السيادة، بينما صارت مقاومة للعدو تخريباً للبنان وتدمير اقتصاده وزعزعه أمنه وتدميراً للسياحة، وبدل أن يُحاسب المقاومون العملاءَ والخونة (وليتهم فعلوا) يبادر الخونةُ والعملاءُ لمحاسبة المقاومين، لأنهم كشفوا عورتهم وخيانتهم.
انحاز بعض اللبنانيين لجبهة العدو "الإسرائيلي" ،فصارت المقاومة في إعلامهم وخطابهم السياسي عدواناً على المحتلين، وصار القصف "الإسرائيلي" دفاعاً عن النفس، حتى لو قتل المدنيين في الضاحية وطاردهم في كل لبنان.
يطالب بعض اللبنانيين بنزع سلاح المقاومة ،لفتح الطريق امام السلاح "الإسرائيلي" لقتل المدنيين والمقاومين.
يحاول بعض اللبنانيين عزل الشيعة في "فيتو" خاص، فمنعوهم من الاستئجار او شراء العقارات في المناطق المسيحية ،خلاف القانون، وسمحوا بتملّك الأجنبي حتى لو كان "إسرائيلياً" بجواز سفر أوروبي او أميركي او عربي.
تجاوز بعض اللبنانيين من السياسيين والطحالب الإعلامية وصبية السفارات، وبعض المقيمين في النوادي الليلية والمقاهي، آدابَ وقواعد الخصومة السياسية، وتطاولوا على عقيدة المسلمين الشيعة ونظرتهم الى الإمام المهدي (عج) أو عاشوراء او بعض المعتقدات؛ الفقهية من ولاية الفقيه وغيرها ، بينما يهرول هؤلاء لإعلان طاعتهم وعبوديتهم "للسيد والولي الأميركي - الاسرائيلي" منذ ما قبل استقلال لبنان وحتى الآن، وكانوا جنوداً في المشروع "الاسرائيلي"، وأشعلوا الحرب الأهلية، وتحالفوا وقاتلوا مع "إسرائيل" في اجتياح عام 1982، وقسّموا لبنان عبر دوله لبنان الحر بقيادة سعد حداد، ولا زالوا عملاء بالفكر والسلوك مع ان "إسرائيل" لا تعترف بهم حلفاء، بل عملاء.
انقلبت المعايير ،فصار "المقاوم الشيعي" الشريف منبوذاً، مقابل تكريم العميل الذي يتباهى باستلام السلاح من "إسرائيل"، لقتل اللبنانيين والفلسطينيين.
تحمّل الشيعة اللبنانيون كل الاعتداءات عليهم والتهجير من النبعة وبرج حمود وغيرها، لكنهم لم يهجّروا أحداً من مناطقهم.
تحمّل الشيعة اللبنانيون كل الاعتداءات الإعلامية والسياسية، والشماتة بقتلهم، والتحريض عليهم من شركائهم اللبنانيين ،فكظموا غيظهم وحاولوا حماية السلم الأهلي ومنعوا إشعال الفتنة الطائفية، فظن بعض الجبناء ذلك ضعفاً او جبناً، فأكملوا حربهم ولا زالوا، واستغلوا حكمة وصبرة الشيعة حتى امتهن بعض الصغار شتم الشيعة لتأمين رزقهم السياسي والمالي والإعلامي.
نقول للجميع إن فترة السماح والصبر تكاد تصل إلى نهايتها، ولا زال الشيعة قادرون بإذن الله على مواجهة العدو "الإسرائيلي" وعملائه في لبنان، وكتم أصوات هؤلاء شيء سهل ويسير، لكنهم حتى الآن يعملون على حشد قوتهم باتجاه العدو "الإسرائيلي"، وإذا لم يتوقف هؤلاء "العملاء الأنذال" عن حربهم فلينتظروا ردّاً يصفع وجوههم ويقطع ألسنتهم بالدليل والبرهان على ان الشيعة اللبنانيين هم شرفاء الأمة وأهل الشجاعة والإيثار والصبر والحكمة.
ندعو الأخوة أصحاب الرأي، وخطباء المساجد والمحامين والمؤسسات الإعلامية والثقافية، بدء "مقاومة ثقافية وقانونية"، تعمل على فضح فبركات عملاء "إسرائيل"، وتعرّف الشباب على الموقف الشيعي في المقالات والندوات لإنقاذ عملاء "اسرائيل" من الضلال والتزوير، وتوضيح أن الشيعة اللبنانيين ليسوا طارئين أو لاجئين، بل هم أصل هذا الشعب، وهم المقاومون لكل الاحتلالات في لبنان، وليسوا ضعفاء أو جبناء.
لا تُحرجوا الشيعة أكثر من ذلك، ولا تراهنوا على صبرهم وحكمتهم، فربما وفي لحظة انفعال ودفاعاً عن الهوية والعقيدة وبعيداً عن مركزية القرار السياسي للشيعة، يبادر بعض الشرفاء، للرد على المعتدين والمتطاولين بالأسلوب الذي يردعهم ويقطع السنتهم ويطفئ شاشاتهم الخبيثة العبرية التي تتحدث بالعربية وتحمل الجنسية اللبنانية.
طفح الكيل.. فانتبهوا وعودوا الى وطنتيكم وإنسانيتكم.. فالدفاع عن الدين والنفس والكرامة لا يحتاج إلى قرار سياسي، بل واجبٌ وحقٌ لكل شيعي متضرّر ومظلوم مُعتدى عليه... ونردّد من الإمام الصدر: "لن نقبل أن يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألماً"، وكذلك ضاحيته وبقاعه... فافهموا وتعقّلوا...
لمقاومة الحرب الإعلامية لتشويه وشيطنة الشيعة _ د. نسيب حطيط
السبت 07 حزيران , 2025 04:07 توقيت بيروت
أقلام الثبات

