أقلام الثبات
كشف موقع "أكسيوس" الأميركي عن مقترح أميركي لتوافق أميركي - إيراني يقضي بأن يكون الحل بالنسبة للاتفاق النووي الإيراني، ضمن أحد مسارين: العرض الذي تقدم به الطرف العماني، ووافق عليه الأميركيون، يقضي بأن يكون هناك كونسورتيوم نووي تشترك به دول عدّة بالإضافة الى إيران، ويشرف عليه الأميركيون، أو الخيار الآخر، ويقضي ان يعترف الأميركيون بحق إيران بالتخصيب النووي مقابل ان تتوقف إيران عن التخصيب.
ويخيم على المحادثات التهديد الأوروبي بتفعيل آلية "العودة السريعة" للعقوبات الأممية، بعد تقرير سرّي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفاد في أواخر أيار/ مايو 2025 بأن إيران نفذت أنشطة نووية سرية سابقة، وزادت مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى أكثر من 400 كيلوغرام.
ما هي الخيارات المحتملة التي يمكن أن تسلكها المفاوضات، في ظل هذه التطورات؟
1. اتفاق مؤقت ("أقل مقابل أقل")
خيار "الاتفاق التمهيدي" قد يكون حلاً للطرفين، في ظل إعطاء ترامب مهلة محددة للتوصل الى اتفاق وإلا التصعيد (وهو ما يحتاجه نتنياهو وبعض صقور الإدارة)، وحاجة الطرفين الى شراء الوقت وبناء الثقة والتفاوض حول التفاصيل.
قد يتضمن هذا الاتفاق تجميداً إيرانياً للتخصيب لفترة مؤقتة أو خفضاً لمخزون اليورانيوم عالي التخصيب، مقابل تخفيف محدود للعقوبات الأميركية، خاصة تلك المتعلقة بقطاعات اقتصادية معينة، مع العلم ان الطرف الإيراني قال ان فكرة توقف التخصيب – ولو مؤقتاً - غير مقبولة بالنسبة للإيرانيين.
الكونسورتيوم النووي الإقليمي
تُعد فكرة الكونسورتيوم النووي الإقليمي حلاً لفكرة إيرانية بالأساس. في 14 أيار/مايو 2025، اقترح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي تشكيل كونسورتيوم نووي مشترك يضم دولاً خليجية مثل السعودية والإمارات وقطر. هذا المقترح يتضمن إقامة منشأة مشتركة لتخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية لأغراض مدنية، وتزويد الدول العربية باليورانيوم المخصب منخفض المستوى.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الفكرة ليست وليدة اللحظة؛ فقد سبق لإيران أن طرحتها في عام 2010. حينها، اقترح علي أكبر صالحي، الذي كان رئيساً لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية آنذاك، على دول المنطقة مشروعاً مشتركاً لتخصيب اليورانيوم لإنتاج الوقود النووي في إيران، وكان الهدف المعلن من هذا العرض القديم هو "إزالة المخاوف بشأن برنامج إيران النووي" عبر الشفافية والتعاون الإقليمي.
وبعد مناقشة الطرح شفهياً من قبل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف خلال المباحثات الأخيرة، أكد عراقتشي في 22 أيار/مايو 2025 أن الفكرة "ليست سيئة"، لكنه شدد على أنها "لن تحل محل التخصيب على الأراضي الإيرانية".
في التصور المبدئي، ومن خلال مقاربة الشرط الأميركي بكونسورتيوم تخصيب خارج إيران، وموافقة إيران على الفكرة مع إصرارها على التخصيب على أرضها، قد تكون فكرة إنشاء المنشآت النووية في الجزر الإيرانية المشتركة في الخليج حلاً تسووياً في حال قبول الأطراف به.
وفي حال تمّ التوافق على موضوع التخصيب والانتهاء من التفاصيل حوله، يبقى الخيار الأفضل بالنسبة للجميع هو التوصل الى اتفاق شامل ونهائي، أي نسخة معدلة من خطة العمل الشاملة المشتركة السابقة، ما يسمح برفع العقوبات بشكل كامل عن إيران، ويضع قيوداً أكثر صارمة على البرنامج النووي الإيراني وتوسيع نطاق التفتيش.