خدعه التهديد بعدم التمديد للقوات الدولية ــ د. نسيب حطيط

الإثنين 02 حزيران , 2025 11:08 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يستمر مسلسل الخداع الأميركي للبنان، لتحقيق مكاسب إضافية لا يمكن تحقيقها ميدانيا، ويحتفل لبنان بالأرباح الوهمية، والاحتفال بتحقيق مطالبه نظرياً، بالتلازم مع حصاد العدو "الإسرائيلي" وأميركا، مع إظهار عدم الرضا، كما حصل في الربح الوهمي للبنان عند ترسيم الحدود البحرية وحقول الغاز والنفط منذ ثلاث سنوات ،حيث ربحت "إسرائيل" الغاز وربحنا الصور والاحتفالات.
تحاول أميركا ابتزاز لبنان بالتهديد بعدم التجديد للقوات الدولية، إلا إذا تم تعديل مهامها، وتحويلها الى قوات "ردع دولية" مستقلة، دون التزامها بالتنسيق مع الجيش اللبناني ،لتنفيذ المطالب "الإسرائيلية" ،وإعفاء الجيش "الإسرائيلي" من الدخول الى لبنان ،لتخفيف الأعباء وتقليل الخسائر وتقييد لبنان والمقاومة بالقرارات الدولية التي تحفظ أمن "إسرائيل" وتستبيح امن لبنان وثرواته.
تضغط أميركا لتعديل مهام القوات الدولية وإعطائها الصلاحية بالعمل منفردة، دون تنسيق مع الجيش اللبناني، بالتلازم مع التنسيق الشامل مع العدو "الاسرائيلي" وتنفيذ أوامره والقيام بالمهمات التي تطلبها "إسرائيل"، لتأسيس شريط امني عازل "جنوبي الليطاني" خالٍ من المقاومة والجيش اللبناني ويسيطر عليه أمنياً "إسرائيل" والقوات الدولية التي ستكون بديلاً عن "جيش لبنان الجنوبي" بقيادة "انطوان لحد"، حتى لا تكرّر "اسرائيل" تجربتها الدامية التي انتهت بأول هزيمة في تاريخ "إسرائيل" العسكري بالانسحاب من الجنوب اللبناني عام 2000 دون شروط او اتفاقيات سلام.
إن خداع الرأي العام بإظهار عدم التجديد للقوات الدولية بأنه خسارة، للبنان أمنياً واقتصادياً وسياسياً هو أمر خاطئ مجافٍ للحقيقة والوقائع ،بناء على لتجربة لبنان مع القوات الدولية منذ العام 1978 ،التي لم تمنع اجتياحاً او اغتيالاً او قصفاً او حرباً او مجزرة حتى في مراكزها ،كما حصل في مجزرة قانا ولم تستطيع تنفيذ القرارين 425 و1701 إلا على الجانب اللبناني ،بطلب "إسرائيلي"، حيث خدمت القوات الدولية العدو "الإسرائيلي" وتغطية عدوانه، دون تقديم أي خدمة للبنان وأما بخصوص تضرّر أهل الجنوب  اقتصادياً ،بخسارة بعض الوظائف الخدماتية او شراء بعض الهدايا ،فلا يقارن بما  خسره أهل الجنوب من بيوت وزراعة وصناعة تعادل عشرات آلاف أضعاف ما سيشتريه الجنود الدوليون من هدايا ولا يمكن "تقزيم "الموقف السياسي ومقايضته، ببعض المشتريات، وما يصرفه أهل الجنوب في المطاعم خلال شهر، يعادل ما يربحزنه من "الجنود الدوليين" خلال عام!
تمارس أميركا سياسة "التهويل" والتهديد ، بسحب القوات الدولية وعدم التجديد لها، إلا وفق شروطها التي تُلغي السيادة اللبنانية على جنوب الليطاني، كنقطة بداية لإلغاء السيادة اللبنانية على كل لبنان ووضع لبنان تحت "الفصل السابع" دون إعلانه رسمياً، مع تنفيذه ميدانياً، مما يجعل لبنان محميّة أميركية - "إسرائيلية"، بلا سلاح مقاوم وبلا جيش وطني وبلا قرار سياسي "نسخة عن سوريا الجديدة"، أي إسقاطه بالحرب الناعمة الدبلوماسية المخادعة التي تدفع المسؤولين اللبنانيين، للاحتفال بالنصر الوهمي ،والاحتفال بقبولهم التجديد للقوات الدولية، لكن وفق الشروط الأميركية.
لم يستفد لبنان من القوات الدولية التي عملت كقوات تفتيش ومداهمة وتجسّس على المقاومة وعلى اللبنانيين ولم تقدم لهم شيئا طوال 50 عاماً من تواجدها !
والسؤال: هل سنبقى ضحايا الخداع الأميركي؟
هل سنبقى أسرى الانتصارات الوهمية التي تقيّدنا وتسلب ثرواتنا؟ 
هل سنطالب بقرارات دولية ،تزيد الحصار علينا وتضيّق الخناق على حركة المقاومة والجيش؟
ندعو للصمود في المفاوضات وعدم الخوف من الترهيب والتهديد الأميركي، ولتبادر الدولة اللبنانية بالتهديد المضاد، بعدم طلب تجديد القوات الدولية في حال لم تستطع إلزام "إسرائيل" بتنفيذ بنود القرار 1701 وتمنع خرقها لوقف النار الذي يحفظ للبنان حق الدفاع عن النفس في حال الاعتداء والذي لم يستعمله لبنان والمقاومة حتى هذه اللحظة. 
عندما يهدّد لبنان برفض القوات الدولية ستسارع "إسرائيل" وأميركا الى إقرار التجديد، لعدم خسارة القوات الدولية الخادمة "لإسرائيل"، حتى لو اضطرت لتعديله لصالح لبنان.
لن تتخلى "إسرائيل" وأميركا عن القوات الدولية التي تخدم الجيش "الإسرائيلي" ،فالقوات الدولية مصلحة "إسرائيلية" - أميركية بامتياز، ولم تكن ولن تكون مصلحة لبنانية


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل