خاص الثبات
لم يكن خبر إطاحة مورغان أورتاغوس من موقعها في الفريق الأميركي المكلف بملف الشرق الأوسط، تحديدًا من مسؤولية الملف اللبناني، مفاجئًا لمن واكب أداء هذه "الدبلوماسية"، التي لم تعرف من العمل الدبلوماسي سوى أسلوب التهجم والتعالي واستعراض العضلات على حساب السيادة اللبنانية.
وسائل إعلام صهيونية – على رأسها "القناة 14" وصحافيون مقرّبون من دوائر الأمن في تل أبيب – أكدت أن أورتاغوس تغادر منصبها، في ما اعتبروه "خبرًا سيئًا لإسرائيل". وليس ذلك غريبًا، فهي لم تكن سوى واجهة مكشوفة لمصالح تل أبيب في الجنوب اللبناني، تتبنى سرديتها بالكامل وتكرر لازمتها المعهودة حول "حـ.ـزب الله" وسلاحه.
لكن الحقيقة أن استبعاد أورتاغوس لم يأتِ من فراغ. فالمرأة التي امتهنت الاستفزاز والتحريض تحت عنوان "العمل الدبلوماسي"، لم تتورع عن إطلاق تصريحات تتخطى كل الأعراف والبروتوكولات، في كل زيارة لبيروت، وكأنها مندوبة سامية لا مبعوثة سياسية.
اليوم، نطرح السؤال في بيروت: أين أيتام أورتاغوس؟ أين أولئك الذين كانوا يردّدون خطاباتها، يطالبون بسحب سلاح المقاومة، ويزايدون على اللبنانيين بشعارات "السيادة" التي لم يحترموا معناها يومًا؟ ماذا سيقولون اليوم وقد تخلّت عنهم "حليفتهم" بعد أن أصبحت عبئًا على الإدارة الأميركية نفسها؟
لا أحد ينكر أن واشنطن تغيّر أدواتها تبعًا للمرحلة، لكن ما تغيّر اليوم هو أكثر من أداة. إنّه سقوط نمط من الخطاب الاستعلائي الذي ظنّ أن بإمكانه فرض شروطه على بلد كلبنان.
فليخرج من يشاء، لبنان باقٍ، ومقاومته التي أزعجت أورتاغوس، هي التي منعت العدوان، وكشفت أوجه التبعية، وستبقى.