جعجع الفتنجي ... الفتنة مشروعه، والتحريض أسلوبه

السبت 31 أيار , 2025 09:40 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

منذ سنوات طويلة، لم يكن سمير جعجع سوى مرآة لخطابات الانقسام، ورمزًا للرهان الدائم على افتعال الفتن وإشعال الحرائق الداخلية. فالرجل الذي يقف على رأس ميليشيا "القوات اللبنانية"، لم يتوانَ يومًا عن استغلال أي حادث أمني أو سياسي ليبث عبره سموم التحريض الطائفي والمناطقي، دون أي اعتبار لحساسية المشهد اللبناني أو خطورته.

آخر محطات هذا النهج التحريضي تمثلت في حادثة مقتل الشاب باسكال سليمان، والتي شكّلت جريمة مروعة هزّت الرأي العام اللبناني. ورغم أن التحقيقات الرسمية، والاعترافات القضائية من المجموعة السورية المتورطة بالجريمة، أكدت أن الدافع كان السرقة، إلا أن جعجع لم ينتظر لحظة ليركب الموجة ويدفع باتجاه اتهام سياسي داخلي، مستغلًا دم الشاب في سبيل أجندة تحريضية.

لقد تجاوز جعجع بذلك كل حدود المسؤولية السياسية والأخلاقية، وساهم بشكل مباشر في تهديد الاستقرار الهشّ، عبر إثارة خطاب تعبوي كان يمكن أن يعيد البلاد إلى أجواء التقاتل المناطقي والطائفي. الأسوأ، أن مسار التحقيقات بيّن لاحقًا أن الرواية التي تبناها جعجع وأراد تسويقها، كانت محض افتراء، خصوصًا بعد تسليم الجهات السورية للموقوف اللبناني الذي أكد أن القتل تم بدافع السرقة لا غير.

فهل من مساءلة قانونية وسياسية لرجل كاد أن يدفع البلاد نحو الهاوية؟ وهل يمكن أن يبقى هذا التحريض الممنهج بلا حساب، فيما نحن نعيش على فوهة بركان أمني واجتماعي؟

ليس خفيًا على أحد أن جعجع أداة في يد الخارج، يلعب دورًا خطيرًا ضمن المخطط الأميركي الذي يستهدف لبنان، سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا. لقد نجح الغرب في ترويضه، وتحويله إلى مطية نشطة، تنفذ أجندات لا تخدم إلا مشروع التفتيت، وإبقاء لبنان ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.

في النهاية، إذا كانت الدولة جادة فعلًا في حماية استقرارها الداخلي، فعليها أن تبدأ من هنا: من مساءلة من يحترف إشعال الحرائق السياسية والطائفية، ومنع من يرهن البلد لأجندات خارجية، من تحويل الساحة اللبنانية إلى ميدان فتنة مستدامة.

⁧‫#جعجع_الفتنجي⁩

⁧‫#لبنان_أمانة


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل