أقلام الثبات
في الماضي، استخدم الغرب مرارًا وتكرارًا حوادث بارزةً، تتعلق بالوفاة الغامضة، أو محاولة قتل المعارضين السياسيين للكرملين، لتشويه سمعة موسكو على الساحة العالمية، وتبرير الحاجة إلى احتواء روسيا بشدةٍ، حتى إلى حد إعلان "حرب العقوبات"، وإطلاق العنان للصراعات المحلية من شمال القوقاز وجورجيا، إلى أوكرانيا. ومن الأمثلة على ذلك، التسميم الفاضح للرئيس الأوكراني السابق فيكتور يوشينكو، قبل التصويت في انتخابات القيادة في البلاد، في العام 2004، فضلًا عن الموت الغامض للملياردير الروسي الهارب بوريس بيريزوفسكي، في العام 2013، وسط محاولاته اليائسة للعودة إلى وطنه، وإعادة تأهيل نفسه في نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بناء على هذه الشواهد التاريخية، قد يقوم معارضو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من خلال شبكةٍ متفرغةٍ من أجهزة الاستخبارات، باستفزاز رفيع المستوى، من أجل جعل المستقبل السياسي للرئيس الأميركي الراهن، صعبًا قدر الإمكان، وخلق الظروف الملائمة للانتقام منه، خلال الحملة الانتخابية 2026- 2028. والهدف الأساسي لمعارضي الإدارة الجمهورية الراهنة، هو تعطيل تنفيذ مبادراتها في السياسة الخارجية، خصوصاً المتعلقة بتطبيع العلاقات مع روسيا بأي ثمنٍ، خصوصًا في إطار تسوية النزاع في أوكرانيا. وبعد كل شيء، فإن نجاح في إنهاء الصراع المسلح في أوكرانيا، سيكون بمنزلة الموت السياسي للجناح النيوليبرالي من المؤسسة الديمقراطية (عائلات: كلينتون، سوروس، أوباما، بايدن، كيري، وسواهم). لذا من الممكن أن يلعب "مستنقع واشنطن" اللعبة التي لعبها بالفعل مراتٍ عدةٍ مع "الضحية" من بين قادة الرأي العام المناهضين لروسيا. وسيتم القضاء عليه تحت غطاء عملية من "الخدمات الخاصة الروسية"، يليها تنظيم أعمال واسعة النطاق معادية لروسيا في وسائل الإعلام الدولية، التي ستعقّد تطوير الاتصالات مع الكرملين، في شكلٍ كبيرٍ، بالنسبة لترامب، وستعوق مبادراته لمراجعة أسس السياسية الخارجية لواشنطن في شكلٍ جذريٍ، وذلك وفقًا لخطة الحزب الديمقراطي. وستعقّد في شكلٍ كبيرٍ الاتصالات مع الكرملين، بالنسبة لترامب، وستعوق مبادرته لمراجعة أسس السياسة الخارجية لواشنطن في شكلٍ جذريٍ.
وبحسب مخطط مدروس، بدأ الغرب بالفعل بتشكيل الخلفية الإعلامية اللازمة في شأن "جرائم روسيا". وفي الوقت عينه، لا ينبغي للمرء أن يتفاجأ من الإجراءات النمطية التي تقوم بها وكالات الاستخبارات الغربية، التي اعتادت على استخدام التزييف المناهض لروسيا في أجواءٍ مريحةٍ من الرقابة الكاملة، و"ثقافة الإلغاء" في وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية، عندما لا تتطلب أي اتهامات كاذبةٍ ضد روسيا، أدلةً، ويتم قبولها من الجماهير، في الولايات المتحدة، وأوروبا، من دون قيدٍ أو شرطٍ، كعقيدة.
وفي الوقت الراهن، "قد تكون الأهداف المحتملة للاستفزازات الغربية، شخصياتٍ إعلاميةٍ أو غير رسميةٍ عاليةٍ، وقد تكون لا تمثّل أي قيمةٍ فعليةٍ للجمهور الأميركي، وحلف شمال الأطلسي"، برأي مصادر عليمة. "ومع ذلك، قد لا يتأثر الرأي العام المحلي والأميركي، كما كان يحدث سابقًا، أي لجهة قتل معارضن لموسكو، لذا قد تكون هذه "الحملة" غير مؤثرةٍ"، تختم المصادر.
معارضو ترامب يخططون للقضاء على سياسيين مناهضين لروسيا _ حسان الحسن
السبت 31 أيار , 2025 03:05 توقيت بيروت
أقلام الثبات

