" صيف ساخن".. هل يقفز نتنياهو فوق خطوط ترامب الحُمر؟! _ ماجدة الحاج

الخميس 29 أيار , 2025 10:29 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 
يبدو انّ "الصيف الساخن" الذي توعدّ به رئيس المجلس السياسي في حركة "انصار الله" اليمنيّة مهدي المشاط، الصهاينة امس، وقوله في تغريدة لافتة على الصهاينة انتظار صيف ساخن، عقب الهجوم "الإسرائيلي" على مطار" ..صنعاء سيتجاوز حدود المواجهة بين الحركة و"اسرائيل" الى ما هو ابعد انباء متداولة كالنار في الهشيم باتت تدلّل على هجوم "اسرائيلي" وشيك ضدّ المنشآت النووية الايرانية، على الرغم من خطوط الرئيس دونالد ترامب الحمراء في وجه نتنياهو، وتحذيره من اي عمل عسكري مفاجئ ضدّ ايران خلال عملية التفاوض معها.. هذا في وقت نُقل عن مصدر دبلوماسي عربي، تخوّفه من ان يقوم نتنياهو -بعد استعار الخلاف مع ترامب، ب "ميني حرب" ضدّ لبنان، تحت ايّ ذريعة لقلب الطاولة على الجميع، مرجّحا ان تحصل في خلال الصيف، او نهايته!

منذ انطلاق المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران - والتي نزل وقعها
كالصاعقة على رأس نتنياهو عندما فاجأه ترامب بانطلاقها خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن، وهو يسعى الى تخريبها.. فهل ينجح في تحقيق هذا الهدف رغم تحذيرات ترامب؟ والذي سبق ان اعلن" انّ نتنياهو لن يجرّه الى خيار الحرب مع ايران"، قبل ان يحذّره امس من مغبّة شنّ هجوم مفاجئ على ايران في خلال عملية التفاوض معها!.
 
رد ماذا لو خرّب نتنياهو فعليّا هذه المفاوضات؟ عبر هجوم مباغت على المنشآت النووية الايرانية وقفز فوق "لاءات" ترامب؟ سيما انّ منسوب الازمات الداخلية التي تواجهه ارتفع الى حدّ كبير، وهو المعتاد على الهروب الى الأمام كلما واجه ازمة خطيرة؟ صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، ذكرت "انّ نتنياهو امر سلاح الجوّ "الاسرائيلي" بالاستعداد لشنّ هجمات في ايران رغم تحذيرات ترامب"، بعدما نقلت شبكة "سي ان ان" نقلا عن مسؤولين اميركيين،" انّ اسرائيل تستعدّ لضربة محتملة على المنشآت النووية الايرانية، وانها نقلت ذخائر جويّة لأجل هذا الهدف"!

لكن، هل يستطيع نتنياهو شنّ هجوم على ايران دون موافقة اميركية؟ دون دعم واشنطن العسكري والتنسيق معها؟
 
موقع "واللاه" العبري نقل امس عما اسمه "مصدر عسكري اسرئيلي"، تأكيده "انّ اي هجوم مباشر على ايران، يتطلّب استعدادات دفاعيّة مكثّفة وتنسيقا عسكريّا وثيقا مع الولايات المتحدة". واضاف "انّ المؤسسة العسكرية "الاسرائيلية" تدرك تماما التكلفة الاستراتيجية العالية لأي تحرّك إنفرادي ضدّ المنشآت النووية الايرانية"، وحذّر من "انّ اي هجوم على ايران دون تنسيق "..مسبق مع واشنطن، يُعَدّ مخاطرة كبيرة.
 
وإذ اشار الى "قلق ترامب من خطوات قد يتخذها نتنياهو لتخريب المفاوضات بين واشنطن وطهران، لفت الموقع العبري الى الخشية الأميركية -ليس فقط على القواعد العسكرية الاميركية في المنطقة، والتي ستكون حينها في عَين الاستهداف الصاروخي الايراني، بل ايضا على تواجد قوّات اميركية في اسرائيل" وخطر تعرّضها لمخاطر مباشرة عند بدء االردّ الصاروخي الايراني" والذي قد يشمل هذه المرّة اهدافا عسكرية وحيوية استراتيجية اسرائيلية"!تتجاوز بكثير الاهداف التي ضربتها ايران خلال عمليّتي "الوعد الصادق"!.
 
وعليه، بات واضحا انّ نتنياهو اصبح "عبئا" على ترامب.. ولو يُقدَّر للاخير ان "يزيحه" لفعل حتما، وهذا الأمر لا يتعلّق بأمن "اسرائيل" وحمايتها، بل الخوف عليها من نتنياهو نفسه وفريقه اليميني المتشدّد، وهو ما سبق ان ألمح اليه ترامب في حملته الانتخابية.. ويبدو انّ نفوذ نتنياهو والّلوبيّات الصهيونيه المسيطرة على مفاصل هامّة في الولايات المتحدة، كالكونغرس والبنتاغون والاعلام والمال.. تجعل من ترامب عاجزا عن فرملة جموح نتنياهو..بل وتعرّضه لخطر الاغتيال!
 
اكثر من 10 من كبار موظّفي الأمن القومي طردهم ترامب او امر بنقلهم بعيدا عن الضوضاء، بعد طرده مدير الامن القومي الأسبق، عقب شكوكه بولائهم لنتنياهو وتمرير معلومات حساسة اليه.. وفي مقابل ذلك ثمّة سؤال بات يُطرَح على العلن من يجرّ من الى ضفّته، نتنياهو او ترامب؟
 
بحسب القناة 14 العبريّة-المقرّبة من نتنياهو، فإنّ الأخير مصمّم على تنفيذ ضربته ضدّ المنشآت النووية الايرانية. وإذ اشارت الى انّ الولايات المتحدة ستجد نفسها مضطرة لمؤازرة "اسرائيل"، لتصبح عمليّة عسكرية مشتركة، لفتت القناة الى انّ الضربة المحتملة قد تكون الأعنف ضدّ دولة ذات سيادة منذ الحرب العالميّة الثانية، موضحة انّ هذا الهجوم سيشكل ضربة قاسية للحرس الثوري الايراني -وهو ما قد يمهّد الطريق امام تغييرات جذريّة قد تصل الى تغيير النظام نفسه!
 
فهل ستقف ايران مكتوفة الايدي حينها؟ ام انها ستردّ بكلّ ما اوتيت من قوّة للحفاظ على نظامها؟.. ثمّة من المراقبين والدبلوماسيّين الغربيّين من يدحض فرضية ان يبادر نتنياهو الى شنّ هجوم واسع النطاق على ايران، ربطا بالتداعيات الخطيرة التي ستشمل المنطقة بأسرها وضمنا "اسرائيل" نفسها، وانّ كلّ هذه التسريبات تصبّ في خانة "التهويل" حصرا، في مقابل معلومات صحفية واكبت زيارة نتنياهو الاخيرة الى واشنطن، تحدّثت عن "جائزة ترضية" منحها ترامب لنتنياهو بديلا عن الإذعان للإتفاق الاميركي المرتقب مع ايران، عبر اطلاق يد اسرائيل" في لبنان، وتنفيذ عملية عسكرية برّية تصل من خلالها الى الحدود" التي خططت للوصول اليها!
 
لكنّ اطلاق هذه العملية فيما لو وُسمت هذه المعلومات ب"الجديّة"، لن تكون ..نزهة لإسرائيل بالطبع، والاخيرة خبرت جيدا اداء مقاتلي حزب الله في الميدان وفق تسريبات شخصيّة امنيّة لبنانية رفيعة المستوى، فإنّ مفاجآت مرتقبة" من العيار الثقيل" سيشهدها لبنان ردا على "اي عمل عسكري" معاد، مرجّحة اقتراب حدث عسكري يمني كبير يضع "اسرائيل" امام استحقاق خطير!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل