لبنان منارة الشرق... ووزير الأشغال "يمسح جوخ" أمام ضيوف الصحراء

الأربعاء 28 أيار , 2025 10:55 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

في زمن صار فيه الوزراء في لبنان يتفاخرون بالذل، ويستعرضون عقد النقص أمام الوفود الأجنبية، وقف فايز رسامني وزير الأشغال العامة والنقل وكأن على قلبه جبل، يحدث وفدًا إماراتيًا قائلاً: "شفت فيديوهات لوين وصلتوا وصرت اضحك وقول ليك هني وين ونحنا بعدنا بتنقطع عنا الكهربا"، مضيفًا أننا بحاجة لـ"ثقافة" و"نتعلم منكم وناخد خبرات".

وكأن التاريخ بدأ عام 1971. وكأن لبنان لم يكن يوماً منارة للشرق، وأرضًا خرّجت الأدباء، المهندسين، الأطباء، والمفكرين الذين أسهموا في بناء الخليج، ومنهم من كان له الفضل الكبير في وضع حجر الأساس لما أصبحت عليه الإمارات اليوم.

هل نسي معالي الوزير أن الجامعات اللبنانية خرّجت آلاف العقول التي ساهمت في قيام بنية تحتية متطورة في الخليج؟ هل نسي أن لبنان، برغم الحرب والانهيار، ما زال يملك من الكفاءات والعقول ما يكفي لبناء دول من الصفر؟ أم أن الانبهار بالزجاج والبريق جعله يخلع عن بلده عباءة العزة ويستبدلها برداء التبعية؟

نحن لا ننكر التطور الذي حققته الإمارات، ولا نقلل من إنجازاتها. على العكس، نحترم كل دولة تعرف كيف تبني وتنهض. ولكن أن يأتي وزير لبناني ويُهين بلده، ويسخر من معاناة شعبه أمام ضيوف، فهذا ليس تواضعًا، بل خنوعًا يُذلّ الكرامة الوطنية.

لبنان، أيها الوزير، هو حضارة عمرها سبعة آلاف عام. هو الذي علم المنطقة الطباعة، الطب، الموسيقى، والفكر. اللبناني لم يكن يوماً بحاجة إلى "ثقافة مستوردة"، بل كان هو من يُصدر العلم والحضارة.

المشكلة ليست في الشعب اللبناني، ولا في ثقافته، بل في من تسلموا السلطة ومارسوا فوقية على الناس، وحولوها إلى شحاذة عند أعتاب الدول.

فبدلاً من أن تعتذر عن فشلكم الذريع في تأمين الكهرباء، والماء، والطرقات، والكرامة، تأتي لتبرر فشلكم بالمديح المفرط للغير؟ بدل أن تتعلم من النجاح، لماذا لا تعيد النظر في إخفاقاتكم؟

لبنان لا يستحق وزراء كهؤلاء. من يتنكر لأرضه لا يحق له تمثيلها. ومن يبيع كرامة وطنه مقابل كلمة إعجاب من ضيف أجنبي، لا يستحق إلا العزل.

يا معالي الوزير، تعلم أن ترفع رأسك بلبنان، لا أن ترفعه بلبنان مذلولًا.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل