مقالات مختارة

في الجنوب انتهت الجولة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية بنسبة اقتراع مرتفعة وصلت الى أكثر من 40% مقارنة بمحافظات الشمال والبقاع وبيروت، بالرغم من فوز 109 بلديات بالتزكية، بفضل ديمقراطية التوافق اللبنانية التي شهدتها اقضية محافظتي الجنوب والنبطية، هذا العدد الكبير من فوز البلديات بالتزكية، واقل عدد من الشكاوى التي بلغت 214 بينها 184 إدارية و25 إعلامية و5 أمنية حسب اخر بيانات لوحة المتابعة العامة لشكاوى الانتخابات في وزارة الداخلية.

عدد الناخبين في المحافظتين 803.537، صوتهم في هذا الاستحقاق الوطني، وسط الدمار الكبير في الكثير من البلدات، خصوصاً في القرى المحاذية لفلسطين المحتلة يساوي صوتان، الأول لممارسة حقهم في انتخاب من يرونه مناسباً لتأدية خدمة أشرف الناس الذين منحوا ثقتهم لمرشحين وقفوا معهم في السراء والضراء، والثاني لمواجهة الاعتداءات الصهيونية اليومية على لبنان وفيه رسالة قوية بمضمونها، ان جمهور المقاومة أوفياء لنهجها والسير على خطى من ضحى في سبيل تحرير الأرض والانسان.
مع بدء اليوم الانتخابي بعيد الساعة السابعة صباحا وصل رئيس الجمهورية جوزاف عون ووزير الداخلية العميد احمد الحجار ووزير الدفاع ميشال منسى الى سراي النبطية بعد جولة في صيدا لمواكبة انطلاق عملية الانتخابات، وقال عون "هذه الانتخابات تؤكد ان إرادة الحياة اقوى من الموت واليوم ليس عيد التحرير فقط، بل عيد للإرادة والحياة" ليتوجه لاحفا للاقتراع في بلدته العيشية قضاء جزين للمرة الأولى منذ 40 عاما.
وزير الداخلية الحجار قال "الشعب مارس حقه الديمقراطي وتأكدنا أنه لم يكن هناك أي تدخل سياسي في الانتخابات،"، وعن التهديدات الصهيونية قال" لن يمنع أحد الجنوبيين من ممارسة حقهم الديمقراطي" وفي سراي مرجعيون قال" الشعب الجنوبي لم ولن يستسلم ونحن هنا لنقول ان الدولة موجودة الى جانبه، والاعتداءات طالت لبنان كله واصابت اللبنانيين جميعهم ولبنان واحد موحد".

ظاهرة الروح الرياضية في التنافس الانتخابي برزت حماوتها في اقضية جزين والنبطية وصيدا بنسب متفاوتة، واعتبرها التيار الوطني الحر فرصة انتخابية لرد اعتباره بعد هزيمته في الانتخابات النيابية الأخيرة،  كما سجل فيها موقف لافت سيكون له الأثر الكبير في استحقاق الانتخابات النيابية للنائبة السابقة بهية الحريري بعد الادلاء بصوتها وأعلنت فيه عودة تيار المستقبل للمشاركة في الانتخابات النيابية القادمة 2026 .
بانتظار النتائج الرسمية، نستطيع القول ان النتائج بدت واضحة منذ الامس حيث تزاحمت وسائل النقل صعودا باتجاه الجنوب للمشاركة في الاقتراع، لصالح الاوفياء من خلال الحضور المباشر، ولو على ركام منازلهم التي دمرها العدوان الصهيوني الأخير، كما قالوا لنا خلال جولتنا في عدد من مراكز الاقتراع، وخاصة لدى الشباب الذين يشاركون بحماسة للمرة الأولى في العملية الانتخابية.

فتحي جعفر