النصيحة كلمة خير

الخميس 08 أيار , 2025 09:00 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات- إسلاميات

النصيحة كلمة خير، يراد به النفع للآخرين، وهي من العبادات القولية اللسانية، وتحقق تعاونًا وتعاضدًا بين أفراد المجتمع، فهي تبادل خبرات وتجارب، وهي دل الآخرين على الخير، فعن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه: أن النبيﷺ قال: ((الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأمة المسلمين وعامتهم))

أعظم أنواع النصيحة:

النصح بين المسلمين، فمن استشارك في أمر فانصحه بما لديك من معلومات حول الموضوع المستشار فيه، لأن الإنسان قد يقوم بأمر ما ويصل إلى مرحلة هو بحاجة إلى خبرات غيره وتجاربه، فلابد له من ناصح صادق، قال النبيﷺ: ((إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له))  

ومن أعظم أنواعه أن ينصح أخاه في غيبته، وذلك بنصرته والدفاع عنه، لأن النصح في الغيب يدل على صدق الناصح، قالﷺ: ((إن من حق المسلم على المسلم أن ينصح له إذا غاب))

وللعلماء أقوال في النصيحة:

قال الحسن البصري: إنك لن تبلغ حق نصيحتك لأخيك حتى تأمره بما يعجز عنه

وقال: قال بعض أصحاب النبيﷺ: والذي نفسي بيده إن شئتم لأقسمن لكم بالله: إنَّ أحبَّ عباد الله إلى الله الذين يحببون الله إلى عباده، ويحببون عباد الله إلى الله، ويسعون في الأرض بالنصيحة

وقال أبو بكر المزني: مافاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب رسول اللهﷺ بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء كان في قلبه، قال: الذي في قلبه الحب لله عز وجل والنصيحة في خلقه

وقال الفضيل بن عياض: ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة

 أدب النصيحة:

وإن من أدب النصح في الإسلام أن ينصح المسلم أخاه المسلم، ويعظه سرًا، لا جهرًا أمام الناس، لأن من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة  فمن وعظ أخاه المسلم فيما بينه وبينه فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤؤس الناس فإنما وبخه

وقال الفضيل بن عياض: المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير

فالنصيحة كلمة خير، يقصد بها النفع والإفادة، وهي دين وإسلام، وهي فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين، النصيحة لازمة على قدر الطاقة إذا علم الناصح أنه يُقبل نصحُه، ويُطاع أمره وأمن على نفسه المكروه، فإن خشي على نفسه أذى فهو في سعة من أمره.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل