خاص الثبات
بعض اللبنانيين ما زالوا يعيشون في وهم أن واشنطن تخدمهم، وتتحرك وفق أمنياتهم. وبعض الصهاينة في كيان الاحتلال يظنون أن أميركا جزء من مؤسساتهم الأمنية والعسكرية.
لكن الحقيقة أن واشنطن لا تعمل عند أحد. هي تستخدم الجميع كأدوات لتحقيق مصالحها: تستخدم "إسرائيل" رأس حربة، وتستعمل في لبنان مجموعة من الأصوات النشاز، التي ارتضت لنفسها أن تكون أبواقاً مأجورة على قارعة السياسة.
في حسابات واشنطن، لا قيمة للبنان إلا بما يخدم أمن الكيان الصهيوني. ولا مصلحة في دعم "ديمقراطية" أو "حرية" في بيروت إلا إذا كانت تصبّ في مشروع الهيمنة الأميركية على المنطقة. وهنا لا فرق بين عميل يتحدث بالعبرية وآخر يتحدث بلكنة لبنانية ناعمة.
من ينظر إلى أداء بعض السياسيين اللبنانيين اليوم، كسامي الجميّل مثلاً، يرى بوضوح أن وظيفتهم تقتصر على تنفيذ الأجندة الأميركية - الصهيونية في الداخل اللبناني. سامي الجميّل يريد أن «يجرد حزب الله من الإيديولوجيا». ماذا يعني هذا؟ يعني أنه يريد سلخ الحزب عن قضيته الجوهرية: العداء لإسرائيل والدفاع عن الأرض والكرامة والسيادة.
هو لا يطلب مراجعة فكرية، ولا حواراً وطنياً، بل ببساطة يطالب أن يحب اللبنانيون إسرائيل بالقوّة!
يطلب أن يُستبدل دم الشهداء بالأوهام.
يطلب أن ننسى أن العدو الذي دمّر بيروت مراراً وقتل أطفال قانا لا يزال جاثماً خلف الحدود.
ولسامي ومن على شاكلته نقول:
من يعادي إسرائيل لا يمكن أن يحبكم، لأنكم صرتم مرآة لها.
وأنتم لستم أكثر من أدوات نقل على أربعة قوائم تركبها أميركا في هذا الشرق الأوسط المليء بالمنحدرات.
أما محور المقاومة...
فهو لا ينتظر شهادات حسن سلوك من واشنطن ولا إعجابات من أوروبا. هو محور تشكّل من دماء الشهداء، من تراب الجنوب، من أزقة غزة، من جبال اليمن، من ساحات سوريا، من عيون الأحرار في العراق.
قالوا إن المحور انتهى.
لكن الحقيقة أن المحور هو الذي كتب فصول النهاية:
– نهاية وهم "إسرائيل الكبرى"
– نهاية الأحادية الأميركية
– نهاية الهيمنة على القرار العربي
المحور اليوم في البحر الأحمر، في المتوسط، في جنوب لبنان، في الضاحية، في صنعاء، في بغداد، في طهران... وفي وجدان كل حرّ يرى أن العدو ليس في الجوار فقط، بل داخل البيوت السياسية التي باعت قرارها واستقلالها.
الخلاصة:
أميركا لا تبحث عن أصدقاء بل عن عبيد.
و"إسرائيل" لا تبحث عن سلام بل عن استسلام.
والأبواق لا تبحث عن لبنان بل عن دور في مسرح الدمى.
لكن محور المقاومة يبحث عن الكرامة، وسيحصل عليها.
لأن من يواجه العدو بثبات، لا يُهزم.
ومن يسير على درب الشهداء، لا يضل الطريق.