مقالات مختارة
"عربات جدعون" هي الاسم الذي أطلقه الكيان الصهيوني على خطته العسكرية الجديدة في قطاع غزة، وقد سبق ان استخدم الاسم في العام 1948 لاحتلال منطقة بيسان، ويحمل دلالات دينية وعسكرية، لفرض التهجير بعد حرب الإبادة التي يشنها حالياً، وجدعون هو "القائد التوراتي الذي خاض معارك ضد المديانيين وتقدمه النصوص كمنقذ لبني اسرائيل"، مع الإشارة الى ان معظم المستوطنين الصهاينة، المتدينين والعلمانيين، لديهم معرفة بالعهد القديم، وهم قد تلقوا تعاليم التوراة على الأقل لمدة 10 سنوات بدءا من الحضانة في المدارس الدينية او العصرية، وتم اختبارهم بهذه المادة على المستوى الرسمي، وهو الأمر الذي يسمح لكافة اطياف المجتمع في الكيان الصهيوني بفهم ما ترمز اليه مثل هذه العمليات السابقة والحالية.
تأتي هذه العملية في سياق العدوان المستمر على قطاع غزة منذ 19 شهراً، حيث وافق المجلس الوزاري الأمني على تنفيذها بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المنطقة في منتصف شهر ايار الحالي، والتي تتزامن مع ذكرى احتلال فلسطين وإعلان قيام الكيان على ارضها.
وفقاً للخطة التي وضعها رئيس الأركان إيال زامير، وقيادة الجيش، وتمت المصادقة عليها من قِبل وزير الحرب يسرائيل كاتس، ورئيس حكومة العدو بنيامين نتن ياهو، سيعزز الاحتلال قواته ليرتكب المزيد من الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين المتمسكين بأرضهم ويرفضون التهجير، للضغط على المقاومة والموافقة على شروطه التي اقل ما يقال فيها إنها شروط استسلام مذلة لا تساوي "الحبر الذي كتبت فيه"، كما يقول الفلسطينيون.
جعفر سليم