هل ستنجح أميركا "بعشرية" تدمير المشروع المقاوم للأمة؟ ــ د. نسيب حطيط

الثلاثاء 06 أيار , 2025 09:29 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بعد نجاح أميركا "بعشرية الربيع العربي" التي نشرت الفوضى البناءة أميركياً والهدّامة عربياً، فقسّمت بعض الدول وأسقطت بعض الأنظمة وأشعلت النار في دول ،لا زالت تحرق شعوبها وأنظمتها وثرواتها واستطاعت تشكيل قوة عسكرية من الجماعات التكفيرية متعدّدة الجنسيات "المارينز التكفيري" بديلاً عن "المارينز الأميركي" الذي تنقله من أفغانستان الى العراق الى ليبيا الى سوريا وربما الى اليمن والجمهوريات الآسيوية الروسية.
استغل التحالف الأميركي - "الإسرائيلي"، "طوفان الأقصى" و"حرب الإسناد" لتسريع تنفيذ مخططاته ومشاريعه ،لتغيير معالم الشرق الأوسط وصناعه الشرق الأوسط الأميركي الجديد وفق المصطلح الأميركي و"إسرائيل الكبرى" وفق المصطلح "الإسرائيلي" فشن حربه الشاملة وبدأت "عشرية إسرائيل الكبرى" لتحقيق ثلاثة أهداف:
-   تدمير المشروع المقاوم، للأمة عسكريا وثقافياً.
 -  القضاء على الإسلام الأصيل لاستبداله "بالديانة الإبراهيمية".
-  إنهاء القضية الفلسطينية وإقامة الدولة اليهودية.
 حقّق التحالف الأميركي - "الإسرائيلي"، انتصارات موضعية في غزة وسوريا، وربح بالنقاط، حتى الآن، في لبنان والعراق وإيران وخسر في اليمن بعد حرب ظالمة منذ عشر سنوات، وذلك نتيجة نقاط الضعف التي يمكن معالجتها ،لاستعادة المبادرة لتحسين الوضع الميداني والسياسي، والقيام بهجوم مضاد، او لحفظ ما تبقى ويمكن تشخيص نقاط الضعف بما يلي:
- القتال المجزأ وعدم وحدة الساحات ميدانياً، إلا بشكل رمزي وغير فعّال، بالتلازم مع قتال المحور الأميركي، بشكل جماعي ومتعدّد المحاور العسكرية والسياسية والاقتصادية.
- المكابرة وعدم الاعتراف بالوقائع التي تفرض عليه ان تكون شعاراته وأهدافه، متناسبة مع قدراته ومع مسؤولياته وواجباته .
- عدم اختيار الوقت المناسب للقتال وكذلك عدم اختيار المواقيت المناسبة للمفاوضات.
- المبالغة بالتهديدات، ضد "إسرائيل" وأميركا ، دون امتلاك القدرة على تنفيذها ،مثال شعار "إزالة إسرائيل من الوجود" مع قبول الفلسطينيين (أهل القضية) بحل الدولتين وشعار إنهاء الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، مع قبول الدول العربية بالقواعد العسكرية والوصاية السياسية والنهب المالي "دفع الجزية لأميركا مقابل حماية الحكام"، مما يعطي التحالف الأميركي - "الإسرائيلي" الأسباب والمبرّرات للحرب، ويضعهم (خلاف الواقع) في موقع الدفاع عن النفس مع أنهم محتلون وغزاة ويُظهر المقاومين معتدين!
يستمر المحور المقاوم باستراتيجيته الخاطئة التي تعتمد قتال الساحات المنفردة والتردّد في عمليات الرد خاصة من قائد المحور في إيران، مما أصاب المحور ،إصابات قاتلة لاتزال تدفع أثمانها، حيث تم تصفية قياداته المركزية والميدانية حتى صار جيشاً بلا قائد، وكانت الضربة الكبرى، باغتيال "السيد الشهيد" ،محور المحور وفق توصيف "نتنياهو".
يقوم التحالف الأميركي - "الإسرائيلي" باستفراد الساحات وإسقاط خطوط الدفاع لمحور المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، وقد حقّق نجاحات واضحة ويتقدم في مشروعه لحصار إيران ،مقدمّة لتوجيه ضربة قاضية بعد الانتهاء من خطوط الدفاع التي تتعرض للحرب منذ 17 شهراً، واذا استمرّت إيران بالتفاوض - الكمين والذي نجحت أميركا باستدراجها  اليه ووضعتها بين خيارين كلاهما مر ،فإذا رفضت إيران سَيشعل الأميركيون الداخل الإيراني، للضغط من اجل الحوار والتفاوض لأجل التخلص من العقوبات  وان قبلت إيران" كما حصل "فستقع في فخ الخداع والمماطلة ، لكي يتمكن الأميركيون من القضاء على آخر خط دفاع  وساحة مواجهة في اليمن وعندها يتم التفرّغ لإسقاط إيران من الداخل بثورات اجتماعية ودينية تشبه "الثورة الخضراء" او "انتفاضة الحجاب" التي لم تنته بعد او حقوق الأقليات والمذاهب.
أنجز التحالف الأميركي - "الإسرائيلي" خلال اقل من سنتين من "عشرية تدمير المشروع المقاوم"، انتصارات عديدة ومن ضمنها الانتصار الإستراتيجي التاريخي باحتلال سوريا وإخراجها من موقعها التاريخي في دعم المقاومة ومواجهة المشروع الأميركي - "الإسرائيلي".
إذا تأخرت إيران بالمشاركة الميدانية في الحرب، مع معرفتها ان الحرب الأميركية - "الإسرائيلية" عليها ستكون عاجلاً أم آجلاً وسواء فاوضت او لم تفاوض وسواء تخلّت عن مشروعها النووي ام تمسّكت به، فان موضوع الحرب عليها مسألة وقت ،للتخلّص من "وجع الرأس" الذي تسبّبه إيران منذ 40 عاماً، وفي حال إسقاطها ستتربّع أميركا على عرش المنطقة لتنهب ثرواتها من النفط والغاز، وستبدأ مرحلة "الديانة الإبراهيمية "التي ستتوّج مرحلتي الإخوان المسلمين والإسلام التكفيري اللتان اسقطتا الأنظمة واشعلتا النار في "البيت الإسلامي" .
لا يزال الوقت متاحاً، لتجميع قوى محور المقاومة لتحسين شروط التفاوض على الأقل، او لحفظ ما تبقى وإلا سيحصد الأميركيون والإسرائيليون مزيداً من الانتصارات (التي لا نعترف بها ) ليس بسبب قوتهم فقط، بل بسبب تردّدنا وسوء استعمال قدراتنا وإمكانياتنا واستراتيجيتنا الخاطئة.
علينا التخلّص من كلمة "إذا قصفت إسرائيل"، "وكلمة "سنزلزل وسنرد في المكان والزمان المناسبين"... وإلا فعلينا السلام ولأرواحنا الفاتحة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل