ارتفاع سقف الشروط الأميركية... تقييم المطالب من وجهة نظر إيرانية ــ د. ليلى نقولا

الإثنين 05 أيار , 2025 10:09 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في آخر حديث للرئيس الأميركي عن المفاوضات مع إيران، قال ترامب إنه منفتح على الاستماع لدعوات "السماح لإيران بالسعي للطاقة النووية المدنية مع إنهاء برنامجها للأسلحة النووية"، وقد اتى هذا الحديث مع شبكة "أن بي سي"، بعد تعثر الجولة الرابعة من المفاوضات، وإقالة مايك والز بصفته مستشاراً للأمن القومي.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن من أحد أسباب إقالة والز أنه "نسق مع نتنياهو قبل لقائه مع ترامب، بشأن الخيارات العسكرية ضد إيران، وأنه كان يريد توجيه السياسة الأميركية، في ما يتعلق بالمفاوضات مع إيران في مسار مخالف لرغبة ترامب".

وكشفت الصحيفة أن "ترامب شعر بالغضب عندما بدا أن والتز يتفق في الرأي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته للبيت الأبيض، بأنه حان الوقت لتوجيه ضربة لإيران، وأن بعض مسؤولي إدارة ترامب اعتبروا والتز يحاول ترجيح كفة العمل العسكري".

حديث ترامب الأخير، وإبعاده الصقور من المفاوضات، يشي بأنه ما زال – لغاية الآن - مقتنعاً بأهمية المسار السلمي في موضوع إيران، لكن بعض المطالب الأميركية التي تمّ ادراجها خلال المفاوضات مع الايرانيين ما زالت عالية السقف، وهي – كما تمّ تسريب بعضها - على الشكل التالي:

1.    أن توقف إيران تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، وتقوم باستيراد اليورانيوم الذي تحتاجه لبرنامجها النووي من الخارج، مع ضمانات بأن تقوم روسيا بتقديم اليورانيوم الذي تحتاجه إيران لبرنامجها النووي.

2.    إخراج اليورانيوم المخصب بنسب تزيد عن الـ3.67% من إيران إلى روسيا، أو ترقيقه وتحويله إلى قضبان نووية لا يمكن استخدامها لصناعة الأسلحة.

3.    السماح لمفتشين أميركيين بتفتيش المنشآت الإيرانية المشكوك بأمرها.

4.    استثمار الشركات الأميركية في المشاريع النووية الإيرانية كي تستطيع الولايات المتحدة الإشراف على هذا البرنامج.

5.    أن يكون الاتفاق الجديد دون إطار زمني مثل الاتفاق النووي السابق.

6.    السماح لمفتشين أميركيين بتفتيش بعض المنشآت العسكرية الإيرانية، للتأكد من أن إيران لا تقوم بتصنيع صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تحمل رؤوسًا نووية.

لا شكّ أن الطرف الإيراني قد يتساهل مع بعض المطالب أملاً في رفع العقوبات وجذب الاستثمارات الخارجية، لكن بعضها يبدو مساً بالأمن القومي الإيراني والسيادة الايرانية، ولن يتم التساهل مع أي سلطة إيرانية تقبل بتلك الشروط في الداخل الإيراني.

 ويمكن أن ندرج فيما يلي، الخطوط الحمر الإيرانية، الشروط التي يمكن التفاوض حولها مقابل مكاسب، وما يمكن أن يقبله الايراني:

1- الخطوط الحمر الإيرانية:

-      لا يمكن لإيران مطلقاً أن تقبل بتفتيش منشآتها العسكرية أو مجرد طرحها على بساط البحث، فالأمر سيادي متعلق بالأمن القومي الإيراني واستباحة اسرارها العسكرية.

-      لن تقبل إيران بتفكيك برنامجها النووي والتخلي عن المعرفة النووية، وهو حق لها في القانون الدولي.

2- القضايا القابلة للتفاوض:

-      يمكن لإيران أن تسمح بمشاركة خبراء أميركيين من ضمن فرق تفتيش المنظمة الدولية للطاقة الذرية، لكن ليس كفرق تفتيش أميركية خالصة، لما لهذا الأمر من تأثير على سمعة إيران وسيادتها.

-      إخراج اليورانيوم المخصب بنسب تزيد عن الـ3.67% من إيران: قد تفاوض إيران على هذا الطلب للحصول على مكاسب وضمانات من الولايات المتحدة برفع العقوبات أو التعهد بعد الخروج من الاتفاق.

3- الشروط التي تقبل بها إيران:

-      منح الشركات الأميركية عددًا من المشاريع الاستثمارية في بناء محطات نووية، وكان وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقتشي صرّح بأن "إيران تريد إنشاء 19 محطة نووية جديدة يمكن للولايات المتحدة المشاركة في تأسيس أي من هذه المشاريع".

-      أن يكون الاتفاق بدون سقف زمني، لن يكون مشكلة للإيرانيين إذا كان الاتفاق النهائي مفيداً للإيرانيين وضامناً لرفع العقوبات ولمصالح إيران على المدى الطويل.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل