هل تكرّر "إسرائيل" تجربة دولة" سعد حداد مع دروز سوريا؟ ــ د. نسيب حطيط

الخميس 01 أيار , 2025 12:57 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 يعيد العدو "الإسرائيلي" استنساخ تجاربه السياسية وخطط حروبه السابقة ،مراهناً على غباء العرب وعدم تصحيح أخطائهم السياسية والعسكرية والتي أنتهى أغلبها ، بالهزائم التي يتم تلطيف تسميتها ،بعنوان المفاوضات واتفاقيات السلام ووقف النار وصولاً ،لمبادلة الأرض بالسلام والتي لم تقبل بها إسرائيل وتجاوزتها لفرض مبادلتها ،بالبقاء في الحكم والكرامة والحقوق ...  
بدأ مشروع التقسيم، للعالم العربي من  لبنان في العام 1975 ،عندما كلّف العدو الاسرائيلي قوى اليمين المسيحي ،بإشعال الحرب الأهلية اللبنانية ضد المقاومة الفلسطينية التي أعطت بتجاوزاتها وتدخلها في الشأن اللبناني، المبرّرات والسبب الظاهري لحزب الكتائب وحلفائه وبتحريض وتسليحٍ "إسرائيلي"، لإشعال الحرب ،وتراكمت أخطاء الفلسطينيين والحركة الوطنية اللبنانية ،لجهة الشعارات (طريق القدس يمر من جونية)  والسلوكيات الميدانية، فتم الرد على اعتداءات الكتائب في الجنوب بطريقة انفعالية غير عقلانية ولا إنسانية في بعض القرى وأعطت المبرّر الظاهري لإسرائيل لتنفيذ مشروعها التاريخي بالوصول الى الليطاني من بوابة حماية المسيحيين ،مما أعطى "إسرائيل" فرصة تأسيس "دولة لبنان الحر" بقياده سعد حداد (الحزام الأمني للعدو "الإسرائيلي") والذي استطاعت المقاومة إفشاله عام  2000 بعد ثمانية عشر عاما من المقاومة.
يعيد العدو "الاسرائيلي" استنساخ تجربته في لبنان مع المسيحيين ،لإعلان "دولة سوريا الحرة "في المناطق الدرزية، حيث تعطي الجماعات التكفيرية والنظام الجديد في سوريا (وفق مهمتها ووظيفتها) المبرّر وفتح الأبواب أمام التدخل "الإسرائيلي"، المُخطّط مسبقاً والذي يهدف لتقسيم سوريا وبادرت لارتكاب المجازر ضد الأقليات بعنوان (فلول النظام) فبدأت بالعلويين في الساحل والذين رغم كل الدماء التي لا تزال تسيل في قراهم ومدنهم وعمليات الخطف والاغتيال والتهجير ، صمدوا وثبتوا على وطنيتهم ومبادئهم ولم يطلبوا حماية إسرائيلية حتى الآن ونناشدهم ان لا يفعلوا ذلك ،مهما سُفكت دماؤهم ،خاصة وأن الجماعات التكفيرية، بقيادة تركيا وبعض دول التطبيع العربي، ستضغط عليهم أكثر، لعلّهم يطلبون حماية "إسرائيل"!
تستكمل الجماعات التكفيرية، تنفيذ مهمتها وفق خطط المشروع الأميركي - "الإسرائيلي"، لتقسيم سوريا وتعتدي وتحاصر الدروز السوريين و"تكفّرهم" وتقطع عليهم الطرقات وتحاصرهم في تنقلاتهم وجامعاتهم، بالتلازم مع اختراقات "إسرائيلية" للمجتمع الدرزي ،تتكامل مع المشروع التكفيري من موقع المواجهة وساحة المعركة، ليطلب حماية العدو الإسرائيلي وللأسف فإن المشروع الإسرائيلي، يتقدّم ويحقّق بعض النجاح ميدانياً وسياسياً بعد فتح الحدود  امام دروز إسرائيل " الفلسطينيين" واستحداث "البوابة الدرزية" في الجولان المشابهة "لبوابة فاطمة" في لبنان.
أعلن المسؤولون الإسرائيليون، ان حربهم لن تنتهي ،إلا بتقسيم سوريا ،ورياح هذا التقسيم بدأت ترسم خطوطها ميدانياً، من مؤتمر الأكراد السوريين الذي أكّد مطالبته بإقرار النظام الفيدرالي ويهّدد الدروز السوريين بالانفصال اذ لم تفتح أمامهم أبواب الشراكة في النظام الجديد مع ضمانات بالحماية وعدم تعرضهم للمجازر والسبي ويصبر العلويون على مجازرهم ،بانتظار أن يوقف النظام الجديد ،مجازره او أن تبادر روسيا أو أي دولة أخرى لحمايتهم وان يكون لهم "إقليمهم" ضمن الفيدرالية السورية القادمة!
ستتصاعد الفوضى السورية، لترسم جغرافتيها السياسية الفيدرالية او الفوضوية، وستتمدّد الى الدول المجاورة ومنها لبنان وفي حال تنازلت الدولة اللبنانية عن مزارع شبعا وكفرشوبا، واعتبارها أرضاً سورية، فسيكون دروز لبنان، خاصة دروز حاصبيا وراشيا، جزءً من "الدويلة الدرزية" التي ستكون على مثلث الجغرافيا السورية_ اللبنانية_ الفلسطينية ويمكن ان يتبعها عملية تغيير ديموغرافي تهجّر دروز الجبل لإلحاقهم بالدولة الجديدة في حال انتفاء الجدوى من بقائهم ولتوسعة" الإقليم المسيحي" المحيط بسفارة عوكر الذي سيكون "إقليم عوكر"
يعتبر البعض ان احتمال تغيير الأوضاع وولادة إمارات وأقاليم ودويلات جديدة وعمليات تهجير ديموغرافي داخل المنطقة ،أمرٌ مُستبعد ومستحيل وأنه أضغاث أحلام او خرافة، بينما الخرافة هي عدم التصديق بذلك ، طالما ان هذه الأمة...أمة مهزومة ومتآمرة ،تغدر ببعضها وتقتل بعضها وتفرح بموت بعضها.
لا يزال الوقت متاحاً، لإعادة تجميع القوى في هذه الأمة المتهالكة المشرّدة والعجوز، لحفظ ما تبقى منها ولمنع تنفيذ مشاريع التقسيم والتجزئة التي تتسارع مراحل تنفيذها.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل