هل بات "ممر داوود" واقعاً بعد أحداث جرمانا؟

الأربعاء 30 نيسان , 2025 11:32 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة
منذ اعلان قيام كيان صهيوني على ارض فلسطين في العام 1948 والمنطقة العربية تخرج من دوامة اعتداء لتدخل الى دوامات من الاعتداءات متصلة ببعضها البعض والفاعل واحد؛ هم ادوات الفكر الصهيوني التوسعي بعناوين وشعارات جذابة، ومنها ما نشهده اليوم تحت عنوان "حماية الأقليات" في سوريا، وقبلها في فلسطين والعراق.
 في الأمس قال وزير مالية الكيان إن أحد اهداف حرب كيانه "تفكيك سوريا" وطرد الفلسطينيين من فلسطين المحتلة والقضاء على المقاومة في لبنان، ومنذ أشهر هدد رئيس وزراء الكيان بنيامين نتن ياهو النظام الجديد في سوريا بقصف مقرات حكومية اذا ما تعرض لدروز سوريا، بعد ان دمر القدرات العسكرية السورية التي تركها النظام السابق، واليوم يجد كيان الاحتلال فرصته الثمين ليعلن عن نفسه "حامي الأقليات" في سوريا، ومنها بالتأكيد يمهد للتدخل في بلاد الشام ودول الخليج ومصر، والسودان التي تشهد حروب وقسمت الى دولتين والثالثة قيد الانشاء.
المسألة ابعد من تسجيل صوتي لشخص شتم الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله)، المقصود منه فتنة واضحة وضوح الشمس، والجميع مدرك نتائجها، ولهذا كان يجب على الإدارة الجديدة ان تجري التحقيقات اللازمة بالوسائل القانونية، وقطع الطريق على المحرضين، لا ان تقوم بعض الفصائل العسكرية المنضوية في الإدارة العسكرية المشتركة بحملة اعتقالات وإطلاق النار واستقدام عناصر مسلحة من عشائر دير الزور حسب بيان رسمي للإدارة لترهيب المواطنين، ما استدعى رد النار بالنار خوفا من تكرار ما حصل في الساحل السوري من مجازر بحق المدنيين.
   البيانات الصادرة من مختلف الأطراف في الداخل السوري دعت الى الوحدة الوطنية، واستنكرت المرجعيات المحترمة من الطائفة الدرزية الكريمة الإساءة التي تعرض لها الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله)، وأكدت على ضرورة اجراء لقاءات مباشرة لوضع حد للمتفلتين، ووقف الاعتداءات المتبادلة الا طرف واحد دعا الى النفير العام للمواجهة العسكرية وناشد "الدولة اليهودية" للتدخل الفوري لحماية مناطق يقطنها مواطنون سوريون من الطائفة الدرزية، ما يعني احتلال دمشق وريفها بعد احتلال مساحة كبيرة من جنوب سوريا، وهنا نرى ان ممر داوود من الجنوب الى الشمال سيصبح امر واقعا، ويتحقق حلم التوسع الصهيوني لنهر الفرات، والأيام كفيلة ببث فتن أخرى جاهزة ضمن المخطط للتنفيذ لتصل الى النيل.
في لبنان، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والمجلس المذهبي للطائفة الدرزية حذرا من الوقوع في "فتنة العدو الصهيوني ومخططاته الخبيثة"، وشددا على ضرورة اليقظة ومعالجة الأمور بالحوار بعيدا عن لغة الرصاص والتعصب ومحاسبة الفصائل التكفيرية والتمسك بوحدة سوريا.

جعفر سليم


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل