"النازحون" باقون عندنا... ورقة المطالب الأميركية لم تأتِ على ذكرهم ــ حسان الحسن

الثلاثاء 29 نيسان , 2025 11:53 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
لا عودة قريبة للاجئين والنازحين السوريين إلى ديارهم، والأمل بذلك بات معدومًا في الأفق القريب.
ولا ريب أن منع تحقيق "العودة" المأمولة، أو تجميدها في المدى المنظور، أمر محيّر، ويطرح علامات استفهام في شأن مستقبل سورية والسوريين، خصوصًا بعد سقوط الدولة في الثامن من كانون الأول الفائت، على اعتبار أن "المجتمع الدولي"، كان يربط تحقيق "العودة"، بإنجاز العملية السياسية في سورية، أي (تغيير النظام السياسي)، فهاهو سقط برمته، ولم تحرك الدول المؤثرة في الواقع السوري ملف العودة حتى الآن.
وما يؤكد بقاء قضية عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى الدول المجاورة لسورية، معلّقةً، هو أن ورقة المطالب أو الشروط الأميركية - الغربية، التي وجهت إلى "سلطة الأمر الواقع في دمشق"، لرفع العقوبات عنها، لم تأت على ذكر هذه "القضية" على الإطلاق، خصوصاً عودة اللاجئين والنازحين إلى لبنان، "وهذا ما يؤشر إلى أن سورية مقبلة على عمليات تصفية حساباتٍ كبيرةٍ"، على حد تعبير مرجع سياسي سوري مخضرم.
 وفي هذا الصدد يلفت إلى أن "الأحزاب الكردية مؤتمرًا في الأيام الفائتة، وطالبوا بتطبيق الفدرالية في سورية، أي أنهم نفضوا أيديهم من كل الاتفاقات التي توصلوا إليها مع "سلطة أبو محمد الجولاني في دمشق"، خصوصًا تلك المتعلقة ببسط نفوذ هذه "السلطة" في شمال - شرق البلاد السورية". فلا ريب أن هذه الخطوة ستؤدي إلى إعادة توتير الأجواء، ولا يبدو أن هذه البلاد آيلة نحو الاستقرار في المدى المنظور.
وفي شأن الشروط الأميركية- الغربية الموجهة إلى "سلطة الجولاني" المذكورة آنفًا، تلفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع إلى أن "مسألة التخلص من ما تبقى من سلاح كيماوي لدى الجيش السوري، وكشف مصير الصحافي الأميركي أوستن تايس، المفقود في سورية، منذ العام 2012، يتصدران قائمة هذه الشروط". وبحسب معلومات المصادر عينها "أن الإدارة الأميركية تشدد على حكم الأمر الواقع في دمشق، بضرورة الانتهاء أو التخلص من المجموعات الإرهابية المسلحة الناشطة على الأراضي السورية، ووفقًا للتصنيف الأميركي، فهي مجزئة إلى ثلاث مجموعات: "تنظيم داعش"، "المسلحين الأجانب والفصائل المتطرفة التي انخرطت في يسمى بـ"الثورة السورية"، والفصائل الفلسطينية، كحركتي حماس والجهاد الإسلامي". وهنا تسأل المصادر: "هل لدى السلطة المذكورة القدرة على تخطي هذه العقبات"؟ وترى أن "الأوضاع آيلة نحو التصعيد والتوتير، خصوصًا بعد صدور البيان المنسوب إلى رجل الأعمال رامي مخلوف، الذي أعلن فيه عن تشكيل "قوات نخبة" لحماية الساحل السوري، كذلك توقيف السلطات الإماراتية "لقائد" فصيل ما يسمى بـ"جيش الإسلام" المتطرف عصام بويضاتي، في دبي، في الأيام القليلة الفائتة"، فتؤشر هذه التطورات إلى أن الأوضاع في سورية ذاهبة نحو المزيد من التصعيد، وهذا كله لا يشجع جميع اللاجئين والمهاجرين إلى العودة"، ودائمًا برأي المصادر.
وتعقيبًا على ما ورد آنفًا، تكتفي مصادر في المعارضة للنظام السابق، بالقول: "السلطة منشغلة بالتحريض الطائفي".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل