الاستراتيجية الأميركية: نزع سلاح المقاومة وإشعال الفتنة في لبنان _ د. نسيب حطيط

الثلاثاء 15 تموز , 2025 10:05 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تحتقر أميركا أدواتها وعملاءها في لبنان، فتصرّح عن أهدافها دون مجاملة أو خوفٍ من ردّة فعلهم، وتعلن بوضوح أن هدفها الأساس نزع السلاح الثقيل الذي يهدّد العدو "الاسرائيلي" ،أما السلاح المستعمل في الحروب الأهلية والطائفية والمذهبية، فلا حاجة لنزعه ،بل يمكن ان تمد أي طرف ينخرط بالفتنة بالسلاح الذي يريده!
أعلنت أميركا أنه إذا اقتضت المصلحة إلغاء لبنان كوطن ودولة مستقلة وإلحاقه، بإمارة "الجولاني" المؤقتة فلا مانع لديها، لأنها تحتاج لمنتجع شاطئي للترفيه عن الجماعات التكفيرية من الشيشان والإيغور والآسيويين وأن لبنان الذي يمثله العملاء القدامى والجدد ،ما هو إلا ملهى وشاطئ ترفيه، وان وظيفة مدّعي السيادة تقديم خدمات" اللذة" والسياحة.
احتقرت أميركا أدواتها في لبنان وقالت ان السلاح الذي يخاف منه اللبنانيون ،سيبقى بيد المقاومة، واستخدمتهم كجوقة إعلامية ودينية وسياسية ، لخدمة الأمن "الإسرائيلي" وليس لخدمة الأمن اللبناني، مع التذكير أن سلاح المقاومة الثقيل والمتوسط والخفيف لم تستعمله المقاومة في الداخل اللبناني.
تريد أميركا، نزع السلاح الذي يهدّد إسرائيل ويمنع الجماعات التكفيرية من استباحة لبنان وإغراقه بالفتنة المذهبية وبناء على الغرور والحماقة والاستهزاء بأدواتها صرّّحت أميركا عن أهدافها، لكنهم صمّوا آذانهم وأغمضوا أعينهم ولا يريدون ان يصدّقوا ،ان اميركا تراهم عملاء وأدوات وليسوا حلفاء ! 
لا يريد عملاء "اسرائيل" القدامى والجدد الاستيقاظ من عمالتهم وأخذ العبرة من مجازر العلويين في الساحل والذين لم يطبّعوا مع اسرائيل ولم يتعاملوا معها ولم يطلبوا الحماية منها، فذبحتهم الجماعات التكفيرية ودمّرت قراهم وهجّرتهم وسبت نساءهم وأحرقت غاباتهم ولاتزال وكذلك فعلت مع الدروز الذين طبّعوا وتعاملوا وطلبوا الحماية من اسرائيل فأعطتهم إياها وفق مصالحها ،ثم أذِنت "للجولاني"  بقتلهم دون السماح بإبادتهم ،لأنها بحاجة لهم ،ليبقوا أداة تهديد وابتزاز للجولاني، والفارق أن العلويين قُتلوا بشرف دون ان يتلوثوا بالتطبيع، بينما قُتل الدروز ،بعد إعلان غالبيتهم، التطبيع وإهدائهم شبعا للجولاني وإسرائيل وبعدما أحرجوا المقاومة بإعلانهم ،تسليم سلاحهم وإظهارها ،بأنها الوحيدة المتمرّدة التي لم تسلّّم سلاحها.
لقد نصرنا الله سبحانه بأن جعل أعداءنا من الحمقى والمغرورين، فربحنا بحماقتهم وغرورهم، وتصريحهم عن أهدافهم التي صرّحنا عنها مراراً، لكن المصابين بالعمى الطائفي ومرض العمالة المزمن، لا يريدون التصديق .
قلنا ان السلاح المقاوم ،ليس لحراسة الشيعة او الاستقواء على شركائهم في الوطن ،بل هو لحراسة لبنان واللبنانيين من كل الطوائف وليس ضد أحدٍ في الداخل ،إلا إذا أصر على عمالته ويؤكد اكتشاف الجيش للخلايا الإرهابية ، وتصريحات "برّاك" المبعوث الأميركي والمجازر في سوريا والضفة الغربية والاغتيالات في لبنان  صوابية موقفنا من ضرورة بقاء السلاح ،بل ضرورة شراء السلاح الإضافي المدعوم ،بالوحدة الوطنية ,
لن نسلّم السلاح الثقيل الذي يُقلق ويهدّد اسرائيل ويمنع التحالف الأميركي - "الإسرائيلي" من إعلان "إسرائيل" الكبرى او الشرق الأوسط الأمريكي الجديد ولن نقبل ، ببقاء السلاح الذي يشارك في الفتنة، وسنعمل على نزعه ،وإبقاء السلاح الذي يمنع الفتنة ويقطع أيدي إسرائيل والعملاء الأغبياء. 
ندعو كل الوطنين اللبنانيين من جميع الطوائف والأحزاب، للمبادرة لتأسيس "مقاومة وطنية شاملة" ،للدفاع عن لبنان، بالتنسيق مع الجيش اللبناني، ليبقى لبنان دولة مستقلّة ولا تحوّلها أميركا إلى منتجع شاطئي ولا تقسّمها بين "إسرائيل" وسوريا الجولاني والإعلان عن مشترك وطني جامع " لبنان ليس للبيع او التقسيم او الإيجار" ...
من يظن أن قطع رأس المقاومة والشيعة، سيحميه وينجيه، فهو غبي وساذج ولا يقرأ التاريخ ونذكّر القوات اللبنانية، الحليفة "لإسرائيل" ،كيف تركها الجيش الإسرائيلي، مُحاصرة في دير القمر بعدما أدّت مهمّتها، لصالحه وخرجت بالباصات ذليلة، بعدما أحرقت الجبل وهجّرت المسيحيين وكيف تركت إسرائيل عملاءها من جيش "لحد" وأقفلت بوجههم البوابات الحدودية!
هل يريد اليمين المسيحي الذي تغطيه الكنيسة ،تهجير المسيحيين من لبنان نهائياً؟
نحن حريصون على كل لبناني وحتى على القوات وأخواتها الجدد وعليهم ان يكون حريصين على أنفسهم ولا يبيعوا أنفسهم للشيطان الأميركي ولا يكونوا خنجراً بيد "إسرائيل" او الجماعات التكفيرية.
ونذكّر الجميع ان التكفيريين الذين يحكمون سوريا مؤقتاً لا يكفّرون الشيعة فقط، بل يعتقدون أن المسيحيين مشركون يعبدون الصليب، وأن الدروز ليسوا مسلمين، وان أهل السنّة من المذاهب الأربعة الذين لا يؤيدون أفعالهم هم من أهل "الردّة"، والمتحالفين مع الرافضة والعلمانيين مُلحدون وكفّار... فجميعنا على لائحة الذبح والسبي!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل