من ميناء رجائي الى الضّاحيه.. عمليّة برّية "اسرائيليّة" نحو الأوّلي؟! _ ماجدة الحاج

الإثنين 28 نيسان , 2025 08:30 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 
 
"في وقت كان الكثيرون حول العالم يترقّبون مبادرة رئيس الوزراء "الإسرائيلي،بنيامين نتنياهو الى شنّ هجوم على المنشآت النووية الايرانية في ايّ لحظة لإجهاض تقدّم المفاوضات النووية الدائرة في مسقط العُمانية بين واشنطن وطهران، شخصت الانظار سريعا نحو حادث تفجير ضخم اوّل امس السبت في ميناء رجائي بمدينة بندر عباس الايرانية- والذي يُعتبَر اكبر ميناء نشط في البلاد، في لحظة تفاوضيّة حسّاسة، فرضت علامات استفهام كبرى حول جدّية ان يكون حادثا عرَضيّا، وإن كانت واشنطن قد مرّرت ضوءا اخضر لإسرائيل لتفجير الميناء بهدف إجبار طهران على تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات النووية، وتمرير رسالة لها مفادها " انّ ما لا نفرضه على طاولة المفاوضات، خصوصا ملفّ صواريخكم الباليستية، وأذرعكم في المنطقة، سنتعامل معها بالقوة الناريّة على الارض تزامنا مع سير المفاوضات"..وسط تواتر تسريبات صحافية لبنانية نقلت عن دبلوماسيين غربيين، ترجيحهم ان يبادر نتنياهو في هذا التوقيت الحسّاس، الى اعلاء وتيرة التصعيد في المنطقة، وحيث لن تكون الساحة اللبنانية بعيدة عن هذا التصعيد!
 
وبنقلة تصعيديّة لافتة ومفاجئة، بادرت "اسرائيل" امس الأحد الى توجيه رسالة ناريّة عابرة للحدود بقصد ايصالها ايضا الى طاولة مفاوضات مسقط بعد رسالة تفجير ميناء رجائي الايراني، عبر شنّ غارات جويّة استهدفت احد المباني في الضاحية الجنوبية، هي الثانية منذ بداية شهر نيسان الجاري، لتمثّل اشارة تُنذر بنيّة اعلاء وتيرة التصعيد في لبنان.
 
وبغضّ النظر فيما اذا كانت هذه الرسالة التصعيديّة مؤشّر او تمهيد لشنّ غارات جوية وتنفيذ عمليات اغتيال بحقّ قادة في حزب الله او من الفصائل الفلسطينية بوتيرة اخطر من السابق، او هي تأتي لدعم الحملة الداخليّة الشّرسة على سلاح الحزب بالقوّة الناريّة.. فإنه لا يمكن إغفال امتعاض وتوجّس بنيامين نتنياهو من تقدّم المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، خصوصا مع اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب امس الاحد، اقتراب توقيع الإتفاق مع ايران، والذي إن.تحقّق، سيمثّل نصرا دبلوماسيّا للأخيرة، وصفعة مدويّة لنتنياهو.
 
وعليه، سيسعى الاخير بكلّ قوّة لإجهاض الاتفاق المُرتَقب، وسيّما وسط استفحال الازمة الداخليّة في الكيان "الاسرائيلي" واشتداد حبل الضغوط على عنقه، وهي اسباب كافية لتدفعه كعادته نحو الهروب الى الامام عبر التصعيد في الخواصر الرّخوة بالمنطقة - خصوصا لبنان وسورية، مع الاشارة الى انّ ايران – رغم "رسالة" تفجير ميناء رجائي، ستسعى جاهدة الى إنجاح مسار المفاوضات مع واشنطن وعدم إعطاء "اسرائيل" اي فرصة لتخريبها.
 
اما وانّ سورية باتت في الفترة الاخيرة خارج دائرة الضربات الجوّية
"الاسرائيلية" ربطا على ما يبدو، باتفاق تمّ بين "الاسرائيليين" والاتراك
في اذربيجان، تعهّدت بموجبه انقرة بعدم "ازعاج" اسرائيل انطلاقا من الاراضي السورية، وتأمين حريّة عملها في الجنوب السوري، كما وتعهُّدها بملاحقة قادة حركة "حماس" و"الجهاد الاسلامي" في سورية وهو تماما ما اوعزته الى الرئيس احمد الشرع، والذي عاد وأكد مرّة اخرى، انّ سورية لن تكون مصدر قلق لدول الجوار ومن ضمنها "اسرائيل".. ليبقى السؤال الجوهري الآن" هل من تصعيد "اسرائيلي" خطير مُرتَقب في لبنان، كما يُجمع الكثيرون من المحلّلين والخبراء العسكريين؟
 
ففي حين سارت معلومات صحافية في بيروت، نقلا عن مصادر دبلوماسية، نحو ترجيح ان تقوم "اسرائيل" بعملية عسكرية برّية ضمن مهلة زمنيّة محدّدة، وانها نالت "ضوءا اخضر" اميركيا للقيام بها، يشير محلّلون وخبراء عسكريون، الى انّ "اسرائيل" ترى نفسها امام فرصة ذهبيّة عليها استغلالها الى اقصى الحدود وانها لن تعطي حزب الله مساحة الوقت التي تسمح له بإعادة ترميم قدراته العسكرية سيّما الصاروخية بعدما نجحت عبر الضغط الأميركي، بإلزام لبنان بتطبيق القرار 1701 من جانب واحد، ومصادرة وتدمير الصواريخ والأسلحة
الثقيلة التابعة للحزب جنوبي الليطاني، وعدم السماح مطلقا للجيش اللبناني بالاحتفاظ بها!
 
اما وانّ منطقة جنوبي الليطاني باتت "بلا انياب" لطالما حسبت لها "اسرائيل ألف حساب، فلا يستبعد خبراء عسكريون ان تُحيك " عملا ما" على شاكلة "الصواريخ اللقيطة"، تكون مبرّرا لشنّ عملية برّية تصل فيها هذه المرّة الى حدود نهر الاولي، وهو مخطط "اسرائيلي" قديم، "وحيث ستفتح "اسرائيل" لاحقا عبر الضغط الاميركي ايضا، ملفّ منطقة شمال الليطاني على مصراعيه وفق اشارتهم.. ولكن!
 
حزبُ الله الذي يلتزم في هذه الفترة تكتُّما مطبقا حيال اي معلومات تتعلّق بإعادة ترميم هيكليّته التنظيمية او لناحية إصلاح الثغرات الأمنيّة التي نفذت من خلالها اسرائيل" الى تسديد ضرباتها في ملعبه، خصوصا معضلة تفوّقها التكنولوجي" التي واجهها الحزب في الحرب الأخيرة، والذي دعمتها به بشكل كبير الولايات المتحدة ودُوَل الغرب خصوصا بريطانيا والمانيا وفرنسا..وعلى عكس ما يعتقد "الكثيرون "انّ حزب الله انتهى".. فإنّ الحقيقة مغايرة تماما لكلّ من "نعى" الحزب باكرا.
 
برأي احدى الشخصيّات الصحافية اللبنانية المخضرمة، فإنّنا سنكون امام "حزب الله جديد" بقادة أكفّاء جدد، مع تلميحها الى انتقاله بقوّة صوب الفضاء السّيبراني من خلال العمل على تطوير تكنولوجيا المعلوماتية.. لكن الأهم، "ترقُّب حدث مفاجىء سيُذهل "اسرائيل" وحليفها الاميركي وأتباعه في الداخل.. خصوصا اذا ما غامر نتنياهو بعملية برّية مزعومة في لبنان-وفق اشارتها!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل