السلاح المقاوم أكبر من الانسحاب والأسرى ــ د. نسيب حطيط

السبت 26 نيسان , 2025 09:48 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يتصدّر موضوع نزع السلاح المقاوم المشهد السياسي اللبناني والإقليمي؛ بالإعلان أن القرار قد اتُّخذ؛ إما بالتسليم طواعية او نزعه بالقوة والاكراه، وكأن السلاح المقاوم هو المشكلة والسبب وليس العدو "الإسرائيلي" الذي يتم تصويره أنه الضحية التي يجب حمايتها من الاعتداءات والاجتياحات اللبنانية عبر تزوير للحقائق وتحويل الضحية اللبنانية إلى جلاّد وإظهار الجلّاد الاسرائيلي كضحية وتتباين المواقف اللبنانية حول السلاح وفق التالي :
-  قوى اليمين المسيحي المتحالفة مع العدو الإسرائيلي تاريخياً مع بعض الشخصيات الإعلامية والسياسية والتي تطالب ،بنزع السلاح قبل الحديث عن أي وقف للنار او انسحاب "اسرائيلي" .
موقف الدولة اللبنانية الضبابي تحت الضغط الأميركي والعربي ، القائل بوجوب نزع السلاح تمهيداً للانسحاب "الإسرائيلي" ووقف العدوان مع المطالبة الكلامية بوجوب التزام "إسرائيل" وتنفيذ ميداني لنزع سلاح المقاومة من جنوب الليطاني، والذي تم انجاز أغلبه.
- موقف يتعهّد بتسليم السلاح ،لكن بعد انسحاب "اسرائيل" وإطلاق الأسرى "الخمسة" والالتزام بوقف النار.
- موقف المقاومة الذي يرفض تسليم أو نزع السلاح مع الانفتاح والقبول بالحوار حول مصيره ،لناحية إدارته ،بما يضمن شراكه الدولة في القرار والرقابة ويحقق هدف الدفاع عن لبنان بالتعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية والمفاوضات الدبلوماسية.
يتجّه البعض ،لمحاولة تسخيف وتبسيط موضوع السلاح الذي حقّق ردعاً متوازناً مع العدو الإسرائيلي ،لأكثر من 20 عاما وحرّر الجنوب عام 2000 بدون قيد أو شرط ويحاول ربطه بعناوين ومكاسب بسيطة  وتضخيمها وتكبير حجمها، لإظهارها ثمنا ًكبيراً مقابل تسليم السلاح ،  تتعلّق بالنقاط الخمس والخمسة أسرى والالتزام بوقف النار وهي أمور مع أهميتها، لكنها  لا تتوازن مع  وزن السلاح الإستراتيجي او مهمته اللبنانية ولابد من التذكير ان السلاح المقاوم، قد وُلد قبل النقاط الخمس والأسرى  الخمس وان أول "مقاومة شيعية" لبنانية  وفي العالم ،ذات فكر ديني قد أسّسها الإمام موسى الصدر بعنوان "افواج المقاومة اللبنانية"  للدفاع عن لبنان وسبقتها مقاومه شعبية من البعثيين والشيوعيين والناصريين وأحزاب اليسار اللبناني وأعقبتها مقاومه "شيعية" إسلامية وقوى إسلامية ويسارية أخرى وبالتالي فإن هذا السلاح لا يرتبط باحتلال ظرفي محدود او عدد من الأسرى ونحن الذين دفعنا 25,000 شهيد وجريح، لأن هذا السلاح له مهمتان، تحرير الأرض والدفاع عن لبنان، فإذا تم إنجاز مهمة التحرير، فستبقى مهمة الدفاع عن لبنان والتي أثبتت الوقائع والمواجهة مع العدو "الاسرائيلي" عجز الجيش اللبناني ومنعه من المواجهة وكذلك عجز القرارات والقوات لدولية التي جرّبها الجنوبيون بالقرار 425 والتي لم تمنع أي اجتياح او قصف او اغتيال وبالتالي فإن الحديث عن ضمان أمن الجنوب ولبنان عبر " ثنائية" الجيش اللبناني والقوات الدولية ،ساقط وخادع ومتآمر ولا يضمن أمن الجنوب وأهله ولا حتى إعادة الإعمار!
لقد أعطى العدو الإسرائيلي بغروره وصلافته ، الدليل الميداني، بانه لم ولن يلتزم ، بعهود ولا اتفاقات ولا يزال يستبيح لبنان طوال ستة أشهر بعد وقف إطلاق النار ودفعت المقاومة وأهلها "الشيعة" حوالي 700 شهيد وجريح حتى الآن في فترة وقف النار التي التزمت به المقاومة ولم تنسحب إسرائيل ولم تطلق الاسرى الخمس، ونسأل:
 من يضمن بعد تسليم السلاح ألا تعود الدبابات "الإسرائيلية" الى الليطاني وان تغادر الطائرات سماء لبنان؟.
من يضمن وقف "إسرائيل" لعمليات الاغتيالات؟
 من يضمن ان لا تخطف "إسرائيل" أحداً من اللبنانيين، بتهمة انه من المقاومين؟
لا نزع ولا تسليم للسلاح، سواء كان مواربة او مباشرة او خداعاً او تهويلاً ، طالما ان الكيان الاسرائيلي موجود وطالما ان لا ضمانات موثوقة، لحماية أهل الجنوب وكل ما يمكن الحديث عنه هو حوار حول السلاح ضمن المحاور التالية:
- دور السلاح ووظيفته وأهدافه وحصره، بحماية لبنان والدفاع عنه ضد أي اعتداء ، دون أي دور اقليمي خارج الحدود.
- مناقشة إدارة السلاح والعمل المقاوم ودور الدولة فيه وهذا ما دعا اليه الامام الصدر قبل انشاء "أفواج المقاومة اللبنانية" لتأسيس "مقاومة شعبية بعنوان "أنصار الجيش" كجيش شعبي اعتمدته بعض الدول اثناء احتلال أراضيها، لمساعدة الجيش الرسمي دون تحميل الدولة أعباء كبيرة.
لا نقاش خارج هذين المحورين حول السلاح، خصوصاً أن قرار الدفاع عن الناس ليس محصوراً بتنظيم او مسؤول او دولة، بل يشارك فيه الناس الذين تحمّلوا الاعتداءات "الإسرائيلية" طوال 70 عاما ولا يزالون حتى الآن ولم يدافع عنهم أحد ولم ينصرهم أحد ولن يعودوا ،خرافاً  ينتظرون أن تذبحهم "إسرائيل" وتدمّر بيوتهم وقراهم كما كانوا...
لسنا هواة حرب وسلاح... لكننا لسنا أغبياء لنصدّق الذئاب والثعالب والصهاينة متعدّدي الأديان والجنسيات..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل