الثبات ـ عربي
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أمس الخميس، من أنّ مخيم زمزم للنازحين غربي السودان أصبح "شبه خال"، وذلك بعد أقل من أسبوعين على سيطرة قوات "الدعم السريع" عليه في خضم الحرب الدائرة بينها وبين الجيش.
وأفاد المكتب بفرار مئات آلاف الأشخاص هرباً من المجاعة التي تضرب المخيم إلى مناطق مجاورة، لا سيما مدينة الفاشر التي تحاصرها قوات "الدعم السريع" منذ أشهر، والتي تعدّ أيضاً آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور، غربي البلاد، ما زال الجيش يسيطر عليها.
وجاء في بيان "أوتشا" أنّ "مخيم زمزم للنازحين والذي كان يؤوي 400 ألف شخص على الأقل قبل النزوح، أصبح شبه خال"، مشيراً إلى أنّ "الأقمار الاصطناعية التقطت صوراً تظهر اندلاع حرائق هناك، مع ورود تقارير تفيد بأن قوات الدعم السريع تمنع البعض من المغادرة".
ووفق البيان، فإنّ "النزوح من زمزم بصدد التمدّد إلى وجهات عدة، حيث وصل نحو 150 ألف نازح إلى مدينة الفاشر، كما انتقل 181 ألف شخص آخرين إلى طويلة".
وبحسب بيانات "المنظمة الدولية للهجرة" التابعة للأمم المتحدة، نزح "ما بين 60 و80 ألف أسرة من مخيم زمزم في شمال دارفور في السودان"، بعدما سيطرت قوات الدعم السريع عليه.
ومخيم زمزم كان أول مكان تعلن فيه المجاعة في السودان في آب/أغسطس 2024.
وبحلول كانون الأول/ديسمبر، امتدت المجاعة إلى مخيمين آخرين في دارفور وفق تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.
واشتدت المعارك في إقليم دارفور غربي السودان بعد إعلان الجيش السوداني استعادته السيطرة على العاصمة الخرطوم.
وفي السياق أيضاً، حذرت وكالة تابعة للأمم المتحدة قبل أيام من استخدام الاغتصاب بشكل منهجي كسلاح حرب في السودان مع دخول الصراع عامه الثاني، ونَدّدت منظمة العفو الدولية بممارسة قوات "الدعم السريع" العنف الجنسي، لافتة إلى وجود حالات "استعباد جنسي واغتصاب جماعي".
وقبل أيام، دعت مجموعة السبع في بيان إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان، وحثّت طرفي النزاع على الانخراط في مفاوضات جادة وبنّاءة لحلّ الصراع.
وطالب وزراء خارجية مجموعة السبع في البيان، كل الجهات الفاعلة الخارجية بتوقف كل الدعم الذي يؤدي إلى تأجيج الصراع.