ينزعون السلاح المقاوم... ويبرّرون سلاح العدوان! ــ د. نسيب حطيط

الخميس 17 نيسان , 2025 12:18 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
ينشغل العالم بملفين اثنين؛ الملف النووي الإيراني و"الملف  النووي" اللبناني، المتمثّل "بسلاح المقاومة"، هذا السلاح البسيط الذي لا يقارَن بترسانة العدو "الإسرائيلي" وأميركا، وهو سلاح دفاعي  استطاع أداء وظيفته وحرّر الارض اللبنانية المحتلة، ونفّذ القرار الدولي 425 بالقوة، بعدما عجزت الدولة والأمم المتحدة عن تنفيذه 22 عاماً، واستطاع دحر القوات المتعدّدة الجنسيات والجماعات التكفيرية.
يمكن فهم مطالبة العدو "الإسرائيلي" وأميركا بنزع سلاح المقاومة الذي يُعرقل مشروعهما ويمنع التوطين وتجنيس النازحين، لكن لا يمكن فهم مطالبة عبيد أميركا وأذنابها من مسؤولين رسميين او أحزاب وشخصيات سياسية او روحية، خصوصاً أن هذا السلاح الثقيل والصاروخي لم يستعمل ولا يمكن استعماله ضدها، ولن يُستعمل ضدها، وما يحكى عن التهديد الذي يمثله هذا السلاح كلام مردودٌ وباطل وغير واقعي، لأنه اذا قرّرت المقاومة لجم وتحجيم خصومها (ويمكن ان تضطر لذلك) فإن السلاح الخفيف والمتوسط كفيلٌ بذلك ،وهو موجود مع كل الطوائف والأحزاب والأفراد واللاجئين الفلسطينيين، وحتى النازحين السوريين.
طوال خمسة أشهر، بعد توقيع وقف اطلاق النار، بقيت الحرب مستمرة من جانب الطرف "الاسرائيلي"، ونزعت المقاومة سلاحها الثقيل والخفيف عبر تجميد الرد على الاعتداءات والخروقات "الإسرائيلية"، مع القدرة في بعض الأوقات على قتل "الإسرائيليين" حتى بالسلاح الخفيف ، لتثبت للبنانيين والعالم أنه لا أمن ولا أمان للبنانيين ولا ضمانات بعدم الاعتداء بعد تسليم السلاح، وتجربة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي اعترفت "بإسرائيل" وتنسّق أمنياً معها وتخلّت عن الكفاح المسلّح، ولم تناصر غزة بل أدانت مقاومتها  ومع ذلك فإن "إسرائيل" تجتاح المخيمات والمدن في الضفة الغربية، والتي سيكون مصيرها مصير غزة في وقت لاحق.
يسأل أهل المقاومة كل من يطالب بنزع سلاحها ويمنع تسليح الجيش اللبناني ويُجبره على تفجير الأسلحة التي تسلّمها المقاومة له، أسئلة مكرّرة بسبب المطالبات المتكرّرة:
- لماذا يُسمح للعدو "الإسرائيلي" أن يستبيح لبنان ويزيد ترسانته العسكرية، كدولة تسعى لتحقيق أمنها (غير المهدّد من لبنان)، ويُمنع لبنان، كدولة وشعب وجيش ومقاومة، من حيازة السلاح لتأمين أمنه؟
-  لماذا تقوم قوات الفصل الدولية، بمشاركة الجيش اللبناني، بمداهمة وتفتيش الأراضي اللبنانية، وتمتنع عن طرد "إسرائيل" من النقاط الخمس المحتلة حديثاً، وتمنع نسف البيوت والقصف والاغتيالات للمدنيين؟
-  لماذا يسكت الأنذال وأهل الغدر والحقارة في لبنان عن إغتيال "إسرائيل" للمدنيين في سياراتهم وقصف المزارعين في حقولهم، وكذلك مراكز الإسعاف والبلديات، ثم ينعقون ويصرخون ويبرّرون للعدو قصفه الضاحية بعد إطلاق صواريخ مشبوهة أطلقتها مجموعة مُخترَقة او "مُنفعلَة"، وبعد وضوح الصورة بقي هؤلاء العملاء يحمّلون المقاومة مسؤولية إطلاق الصواريخ ولا يحمّلون القوات الدولية والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، وحتى مطلقي الصواريخ؟
-  لماذا يسكت المجتمع الدولي وأذناب أميركا وعملاؤها في لبنان عن قتل "إسرائيل" وجرح اكثر من 400 لبناني مدني منذ وقف إطلاق النار، مقابل عدم إطلاق رصاصة واحدة من المقاومة، سواء على المحتلين داخل لبنان او داخل فلسطين المحتلة؟
نعرف ان العدو حقيرٌ ومتوحش، لكن الأكثر حقارةً وتوحشاً ونذالة هو كل لبناني، سواء كان مسؤولاً رسمياً او حزبياً او رجل دين او إعلامي يطالب بنزع سلاح المقاومة ويصمت عن العدوان "الاسرائيلي"، فيجب التعامل معه على انه عميلٌ "إسرائيلي" يحمل الجنسية اللبنانية، لكنه يخون وطنه ويجب محاسبته  قانونياً او ميدانياً.
لن يكون هناك نزعٌ لسلاح المقاومة إلا بعد إيجاد البديل المضمون، والأمر متعلقٌ بالطائفة جميعها وليس بأحزاب او تنظيمات، فالمقاومة أطلقها الناس المقاومون ونظّمتها الأحزاب ويمكن ان تعود الناس الى البدايات، لكنها لن تعود حقل رمايةٍ للطائرات والمدفعية "الإسرائيلية".
لسنا ضعفاء كما يظن المغامرون العملاء، مع كل الضربات القاسية والغدر ونكران الجميل والشماتة التي تعرّضنا لها، ونحن قادرون على أن ننهض ثانية بإذن الله تعالى، ولن يكون هذا النهوض متأخراً.
أشهرٌ معدودات، كالتي مضت بعد وقف النار، وسيعود المشهد المجيد ثانية، وسيأوي فئران السفارات وعملاء العدو الى جحورهم، كما حصل بعد اجتياح 82.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل