شعور من الحافة الأمامية

الثلاثاء 08 نيسان , 2025 05:00 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

طوال الفترة السابقة كنا نتحدث عن الأسطورة الجهادية للمقاومة ومجاهديها في الحافة الأمامية من قرى جبل عامل، ومنع العدو ومعه الكثير من دول الغرب المستعمر من احتلال أي منها أثناء المواجهة، لأجل مساندة الشعب الفلسطيني، ولأجل أن تبقى القدس مشروعاً حيوياً في ضمير الأمّة.

هذا ما عايشناه ولا زلنا نعيشه، ولكن من وسط الجنوب، أما حينما تتجه إلى قرى الحافة الأمامية للمشاركة في تشييع العشرات من مجاهدي أي قرية، وبعضها زاد على المئة شهيد، تشعر وأنت تسير في هذه الأرض بالعزّة والعنفوان، وبقدسية هذه الأرض التي ارتوت بدماء عزيزة وغالية من أبطال أذهلوا العالم بشجاعتهم وحرفية قتالهم واستبسالهم، لمنع العدو من تحقيق أهدافه العدوانية والاحتلالية.

فعلاً، من أي صنف أنتم يا أشرف وأعز وأكرم الناس كما وصفكم سيّد المقاومة، الشهيد الغالي والعزيز الذي أبى إلّا أن يبقى في غرفة العمليات ليسمو معكم شهيدًا، وكذلك فعل الشهيد الكبير العزيز السيّد هاشم صفي الدّين، الذي لم يغيّره المنصب الجديد كأمين عام، بل بقي في ساحة الجهاد لينال الشهادة كما وصفها "ما أروع شهادة الستين ".. وكذلك الشهداء القادة الجنرالات الكبار، ولو كان خلفهم أمّة ودول شجاعة لكان بإمكانهم حماية الشرق الأوسط كله، ومنع الأعداء من أي تغيير فيه، لكن مع الأسف كان خلفهم التآمر والخزي والعار، وعدم التقدير!

إلا أن هؤلاء الأبطال الكبار كانوا لا ينظرون خلفهم، وكانت أعينهم بعين الله.. سينصفكم الأعزاء من الأمة في الحاضر والمستقبل والتاريخ، لأن ما أنجزتموه خلال أكثر من أربعين عامًا قلّ نظيره في التاريخ، وبفضل دمائكم الطاهرة والزكية سيبقى الجنوب وكل جبل عامل شامخًا، ومعه البقاع حرًا عزيزًا عصيًّا على كل محتل وغازٍ ومتآمر، مهما كان نوعه.

إبراهيم سكيكي


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل