اللبنانيون... وعزل طائفة المقاومين _ د. نسيب حطيط

السبت 15 آذار , 2025 12:15 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يعتقد بعض اللبنانيين أن العدو "الإسرائيلي" قد هزم "طائفة المقاومة"، وعليها ان تدفع الاثمان في الداخل اللبناني. ويبدو أن منهج الجماعات التكفيرية في سوريا التي تثأر من أبناء  الطائفة العلوية، سواء كانوا من المعارضين للنظام السابق او المؤيدين له "مدنيين وعسكريين"، حتى الأطفال والنساء الأبرياء، وتُنزل بهم العقاب لأنهم ولدوا ولا زالوا علويين، يسلك  بعض اللبنانيين هذا النهج التكفيري، سواء "أولاد القصعة" الذين كانوا يعيشون على موائد المقاومة، أو أولاد الأفاعي من خصومها، ويحاولون محاسبة الشيعة على أعمال المقاومة، ويضعون الشروط، ويطالبون بنزع السلاح وإسقاط المقاومة المسلّحة والاكتفاء بالمقاومة الدبلوماسية التي لا يملكون شيئاً من مقدّراتها، فهم ليسوا في موقع القوة الدبلوماسية الدولية التي تستطيع فرض شروطها او تحقيق مطالبها، بل مجموعة من "المتسّكعين" الهامشيين المنفّذين لإملاءات بعض السفارات، خصوصاً "سفارة عوكر" التي تعكّر أجواء التعايش والسلم الأهلي اللبناني .
ونسأل هؤلاء، وبعضهم لا زالوا مراهقين في السياسة:
 هل استطاعت الدبلوماسية اللبنانية التصدي للقرار الدولي الذي يفرض بقاء النازحين السوريين في لبنان بعد انتفاء الأسباب، والتي كان اكثرها تزويراً، والخوف من النظام الذين صوّتوا له بنسبة 90% في دورته الانتخابية السابقة؟ فلماذا لاتزال الدولة ممنوعة من ترحيلهم وهم يرفعون شعارات التأييد لسلطة" الجولاني"؟
 لماذا لم تستطع الدبلوماسية اللبنانية تحرير لبنان من خطر النازحين السوريين، وهو أسهل بكثير من ملف تحرير الجنوب من الاحتلال "الإسرائيلي"، ومنع القصف والاعتداءات؟
هل تستطيع الدبلوماسية اللبنانية منع توطين الفلسطينيين في لبنان، إذا قرّرت اميركا ذلك؟ 
هل تستطيع الدبلوماسية اللبنانية منع اجتياح التكفيريين للبقاع، إذا قرّرت أميركا تكليفهم بهذه المهمة؟
في الحرب الاهلية اللبنانية عارض السيد موسى الصدر مع طائفته "عزل المسيحيين" ودفعوا اثماناً كبيرة كان أعظمها اختطاف السيد موسى الصدر، لأنه رفض التوطين ورفض عزل المسيحيين ،فهل نجحت الدبلوماسية اللبنانية (رغم محاولاتها) كشف عملية الاختطاف، وإعادة السيد الصدر حيّاً او شهيداً؟ 
علينا أن لا نحمّل الدولة اللبنانية فوق طاقتها وهي المُجبرة على تبنّي" المقاومة الدبلوماسية" ومعاتبتها ، لزوم ما لا يلزم، لأنها ضعيفة لا تستطيع مواجهة الضغوط الأميركية والعربية وبعضها غير مقتنع ،بقتال إسرائيل(تحالف معها ولايزال مباشرة او مواربة وتأييداً لمواقفها ضد المقاومة) 
لكننا نذكرهم ان مقاومتهم الدبلوماسية هي التي وقعت "اتفاق القاهرة" وجعلت من جنوب لبنان قاعدة عسكرية فلسطينية منذ الستينات حتى اجتياح عام 82 ودفع الجنوبيون الثمن ولا يزالون، رحل الفلسطينيون عام 82 وبقي الشيعة يقاتلون مع بعض الوطنيين من الأحزاب اليسارية والطوائف طوال 18 عاما حتى حرّروا الأرض ولم تستطع المقاومة الدبلوماسية تنفيذ القرار 425!
يتكاثر فرار "أولاد القصعة" من بوسطة المقاومة التي كانوا من ركابها الدائمين وقت جمع "العسل" ويتجرأ "أولاد الأفاعي" على طائفة ويتصرفون على انها "أرملة" تستجدي الشفقة فيطلبون تسليم سلاحها مقابل القبول بها "لاجئة" في العمل السياسي ولفتح الطريق امام التكفيريين لتكرار مجازر الساحل العلوي والتأسيس لمجازر "التلال الشيعية" في بعلبك والهرمل!
 إن عزل طائفة المقاومة قرار غبي وأحمق وخطير،  وبالاستفادة من تجارب الماضي التي عاشها الشيعة في لبنان، بلا سلاح (آخر طائفة تسلّحت في لبنان) وبعد كارثة تجربة تسليم السلاح في الساحل السوري العلوي وتجارب تسليم السلاح عبر التاريخ ،مما يفرض علينا عدم تسليمه، بل زيادة مخزونه وإذا استمر البعض في غبائه وعمالته او خوفه بعد ما اعطته المقاومة كل ما تملك وصنعت منه رقماً في لبنان وعطّلت المؤسسات اكثر من مرة لتفرض شخصاً وضحّت بلبنان من أجله ،فينقلب عليها ويطالبها بتسليم سلاحها واعتماد الدبلوماسية التي أطاحت بترشيحه للرئاسة!
تتحمل طائفة المقاومة جزءاً من مسؤولية حصارها والتجرؤ عليها وعزلها، لأنها عندما كانت تمتلك القوة حاولت فرض رأيها، مما فتح أبواب "الثأر" ضدها، وأخطأت عندما تعاملت مع ضعاف النفوس "أولاد القصعة" الذين تخلّوا عنها وقت الشدائد ولم تتحالف مع الرجال والأوفياء..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل