المقاومة المدنية ضد التطبيع و"السلام" مع "إسرائيل" _ د. نسيب حطيط

الخميس 13 آذار , 2025 11:46 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
ما يثير الاستغراب، مستوى ردة الفعل السياسية والشعبية الخجولة والصامتة بعد تصريح رئيس الوزراء العدو بنيامين نتنياهو عن بدء محادثات "السلام" والتطبيع مع لبنان، حيث انشغل المسؤولون والأحزاب والطوائف بالتعيينات أكثر من انشغالهم بمشروع التطبيع و"السلام" الذي يحاول العدو استغلال الحالة الاستثنائية التي تعيشها المقاومة لتمرير ما كان مستحيلاً، وكأنها، وباعتراف الجميع، الجهة الوحيدة المعارضة للتطبيع والسلام مع العدو!
بادرت أميركا و"إسرائيل" لجس النبض السياسي والديني في لبنان حول التطبيع والسلام معها بطرق ملتوية ولجان غامضة وعناوين ملتبسة، تعتمد التضليل والسرية في التفاوض، أو تسخيف الوقائع حتى تنجو من المعارضة والمواجهة وقد ربح الأميركيون و"الإسرائيليون" ومن يشاركهم الجولة الاولى، فلم يصدر أي بيان رسمي عن أي حزب في لبنان او مؤسسة دينية، ولم تخرج أي مظاهرة أو اعتصام وتكاد المواقف المعارضة  للتطبيع ،محصورة ،ببعض الشخصيات الإعلامية او الفكرية، مما شجّع  التحالف الأميركي - "الإسرائيلي" للتقدم بخطى سريعة، لفرض التطبيع عبر لجان التفاوض بغطاء القرار 1701 والتحضير لإقراره في الحكومة ومجلس النواب، مادامت الأكثرية الحكومية والنيابية تؤيد المشروع ولن يعارضه إلا "ممثلو  الشيعة" وبعض القوى الوطنية، المعدومة التمثيل نيابياً ووزارياً ، بالإضافة أن بعض الطوائف بقياداتها السياسية والروحية ، تؤيد السلام مع إسرائيل وبعض أحزابها تحالفت مع العدو الإسرائيلي وبعض الطوائف لا ترفض التطبيع والسلام بعنوان "الهدنة المعدّلة" وبعض الطوائف تتبع لمرجعتيها العربية التي تشارك بمسيرة التطبيع ولن يبقى ضد المشروع  سوى "الطائفة الشيعية" المُنهكة بالحرب والمُحاصرة بمنع إعادة الإعمار وبعض الأحزاب والشخصيات الوطنية  .
لابد ان تبادر قوى المقاومة والأحزاب والشخصيات الوطنية المعارضة للتطبيع والسلام مع العدو، لتجميع قواها والبدء بالمقاومة المدنية والسياسية، لمشروع التطبيع وتشكيل "جبهة مقاومة التطبيع مع إسرائيل" وعقد مؤتمر وطني واستنفار إعلامي وثقافي قبل فوات الأوان ،فإن الحراك الشعبي والسياسي، قبل إقرار التطبيع ،يمكن ان يُلغيه ،أما الصمت واللامبالاة والتلهّي ،بقضايا (قشورية) على مستوى التعيينات الإدارية والعسكرية والتي "غرف "منها البعض 30 عاماً  ولم يجن منها اللبنانيون ،إلا الفساد والخسائر  وانحصر ربحها بالذين تم تعيينهم ومن عيّنهم..!
لا عذر للقوى المقاومة والوطنية ،بالتأخير او الصمت وإلا سنستيقظ مقيّدين باتفاقية التطبيع والسلام والتي ستهدر كل تضحياتنا ودمائنا وتمحو كل انتصاراتنا وتُظهر كل عملنا المقاوم ،عملاً عبثياً، لم يُثمر ولم يمنع السيطرة الإسرائيلية الأميركية على لبنان ويفتح الباب امام الشامتين والعملاء ،للقول ..ألم يكن اتفاق 17 أيار أفضل وأقل كلفة؟ 
إن مقاومة التطبيع والسلام مع العدو ،تستأهل وتستوجب الحراك العاجل، أكثر من ملف البلديات والتعيينات او فتح المطار امام بعض الرحلات، فالاتفاق سيحاصرنا بالجملة ويعتقلنا جميعاً في معتقل 'الخيام' لكبير ، المسمّى " لبنان المطبّع "!
إننا ندعو، لعقد مؤتمر وطني عام، لمواجهة التطبيع والسلام مع "إسرائيل"، يجمع شمل كل القوى السياسية والشخصيات الوطنية والثقافية من كل الطوائف والمطالبة بإقرار قانون في المجلس النيابي ،يمنع السلام مع اسرائيل والإبقاء على اتفاقيه "الهدنة" القديمة دون تعديل ينفذ منه العدو الى فرض "السلام" والتطبيع على لبنان
إذا كانت الظروف والوقائع ،لا تسمح بالمقاومة العسكرية الآن والمؤجلة الى حين، فلا عذر لعدم البدء ،بالمقاومة المدنية والسياسية والشعبية ،لمواجهة الاحتلال السياسي والثقافي للبنان ،بعنوان التطبيع واتفاقية "ابراهام" والديانة الإبراهيمية والتوطين ودمج النازحين.
فلنبادر قبل فوات الأوان ولا تلقوا التهمة على الدولة الضعيفة او المؤيدة للسلام مع إسرائيل... لتبرئة أنفسكم ولا يكون رفضكم للتطبيع علانية ...والتأييد سرّاً!
ليكن يوم 14 آذار ذكرى الاجتياح "الإسرائيلي" عام 1978..." يوم الرفض للتطبيع"...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل