خاص الثبات
في صفقة غير مسبوقة، التقى المصالح التركية والإسرائيلية في سورية، ليُعلن عن اتفاق دمج "قسد" في الحكومة الانتقالية، في خطوة تثير تساؤلات عن القوى الكبرى التي تقف وراء هذه التحولات المريبة في المشهد السوري. فهل حقًا كان الطرفان تحت ضغط أمريكي ليتوصلوا إلى هذا الاتفاق؟ أم أن اللعبة كانت أكثر تعقيدًا من ذلك؟
الربح الأكبر يبدو أنه كان لتركيا، التي قدمت تنازلات غير متوقعة فيما يتعلق بـ"قسد"، فكيف انتقلت من محاربة هذا الفصيل الكردي إلى الاعتراف به كشريك في الحكومة؟ لا شك أن هناك ضغوطات أمريكية تجسدت في واقع التوازنات الجديدة التي فرضتها التطورات في الجنوب والشمال السوري. فوجود إسرائيل في الجنوب وتركيا في الشمال كان عاملًا رئيسيًا في هذا التقارب، حيث بدا أن واشنطن تسعى لتقاسم النفوذ بينهما لتجنب تصعيد أكبر.
أما "قسد"، فهي لم تُحل كما حدث مع فصائل أخرى، بل ستحافظ على وجودها وتدخل في الحكومة الانتقالية كطرف مستقل. هذه النقطة تشكل المفاجأة الأكبر، فكيف تتحول "قسد"، التي كانت تُعتبر خصمًا تركيًا رئيسيًا، إلى لاعب مؤثر في المعادلة السياسية؟ الأمر لا يتعلق فقط بالتحولات العسكرية، بل بالتحولات الاستراتيجية التي تسمح لها بأن تكون نداً لهيئة تحرير الشام، وتبقى في صراع دائم مع الفصائل الأخرى.
في النهاية، هذا الاتفاق يعكس واقعًا جديدًا في سوريا، حيث تتغير التحالفات بسرعة. فهل سيكون هذا التفاهم بداية لتقاسم جديد للنفوذ أم أن المنطقة ستبقى ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى؟