"فريق عبق التطوعي" .. ليس فيه سوى عبق الفتنة والتحريض على القتل

الإثنين 10 آذار , 2025 02:31 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

في سورية التي أنهكتها الحرب والانقسامات، ما زال خطاب الكراهية يتصاعد بأشكال مختلفة خصوصاً مجازر الساحل السوري على يد عصابات الجولاني، وأتت الفضيحة التي فجّرها فريق "عبق التطوعي" في إدلب، حيث وزع وجبات إفطار مرفقة بعبارات طائفية تحريضية مثل "من حق العلوي أن يعيش في قبره بسلام".

هذه الحادثة ليست مجرد زلة أو خطأ فردي، بل هي انعكاس لمنظومة ارهابية تكرّس الكراهية، وتؤسس لمرحلة جديدة من الصراع الداخلي الذي لا يخدم إلا أعداء سورية.

التطوع في خدمة التحريض.. الوجه القبيح لفريق عبق

عندما يكون التطوع وسيلة لنشر العنف والتحريض الطائفي، فإننا أمام كارثة أخلاقية ومجتمعية خطيرة.

من المفترض أن يكون العمل التطوعي عملاً إنسانيًا يعزز التكافل بين أفراد المجتمع، لا أن يتحول إلى أداة لتعزيز الانقسام وبث الحقد بين السوريين.

إن فريق "عبق التطوعي" الممهور بفكر الجولاني القبيح، والذي يعمل تحت سيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب، أظهر أن مهمته ليست خدمة المجتمع، بل نشر خطاب الكراهية الممنهج، الذي يحمل بصمات الفكر المتطرف الذي تديره جماعات تكفيرية تعيش على الفتنة والدم.

الأسوأ من ذلك هو تبرير إدارة الفريق لهذا التصرف المشين بالقول إنهم أرادوا "دعم جهاز الأمن العام"، وكأن دعم الأمن يكون عبر نشر خطاب يدعو إلى الإبادة! هذه الأعذار لا تنطلي على أحد، بل تكشف أن الفريق يعمل وفق أيديولوجية واضحة تسعى إلى تعميق الانقسام وإثارة مزيد من الفوضى.

الجولاني.. الوجه الآخر للتحريض والإرهاب والتكفير

لا يمكن الحديث عن إدلب دون الحديث عن "سلطة الأمر الواقع" المتمثلة في هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني. فمنذ سيطرته على سورية، وهو يحاول أن يقدم نفسه على أنه "حاكم مسؤول"، يسعى إلى تحويل "الهيئة" إلى كيان يمكن التعامل معه دوليًا، لكن هذه الحوادث تكشف الوجه الحقيقي له ولمجموعته، وتؤكد أن الفكر التكفيري الذي قام عليه تنظيمه ما زال متجذرًا في سياساته.

إذا كان الجولاني يدّعي أنه يسعى لـ "إدارة سورية بشكل مدني"، فإن السماح بمثل هذه الجرائم في الساحل والتطهير العرقي يدحض هذا الادعاء. أما بيانات الاعتذار ومحاولات التغطية الإعلامية، فهي ليست سوى مسكنات مؤقتة لن تخفي الحقيقة التي عنوانها بالذبح جيناكم.

السكوت عن مثل هذه الجرائم يفتح الباب لمزيد من الفوضى، ويؤسس لمستقبل أكثر ظلامًا لسورية.

من شجع هذه المجاميع التكفيرية؟

إنهم أولئك الذين تبنّوا الفكر المتطرف وروّجوا له تحت مسميات مختلفة، بدءًا من التنظيمات الإرهابية التي زرعت الطائفية في المجتمع، وليس انتهاءً بوسائل الإعلام التي تصرّ على تقسيم السوريين إلى معسكرات متحاربة.

القنوات الممولة بالكراهية، كالجزيرة والعربية وسوريا وأورينت وغيرها، لم تكن يومًا منابر للحقيقة، بل أدوات لصناعة الفتن وتسويق خطاب الدم.

هذه المنصات لم تكتفِ بتبرير العنف، بل أعادت إنتاجه، وجعلت من خطاب التكفير والتقسيم مشروعًا "إعلاميًا"، يتنقل بين الشاشات، ليبرر القتل هنا، ويشرعن الإقصاء هناك، تحت شعارات زائفة.

إذا لم يكن هناك حسابٌ واضحٌ وحاسمٌ لمن يقف خلف هذه الجريمة، فإن الباب سيظل مفتوحًا أمام المزيد من الفوضى والاقتتال. لا بيانات اعتذار ستكفي، ولا محاولات التبرير ستغطي على الجريمة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل