لبنان في مهب جرائم الجولاني والعدوان "الإسرائيلي" ــ يونس عودة

الإثنين 10 آذار , 2025 10:54 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

اخذ الغربيون، وفي مقدمهم الولايات المتحدة الاميركية، علماً أن في مدن وقرى الساحل السوري ترتكب مذابح لم يعرف بعد عدد الذين قتلوا من شيب وشباب ونساء واطفال، وهو عدد يقدر بالآلاف (4000حسب فوكس نيوز) الى جانب احراق قرى وسرقة كل ما وقعت اليد عليه من القرش الابيض، والسطو على كل ما وقعت الايادي السود عليه، الى السيارات التي لا تزال قادرة على السير والا احراقها بأرضها .


لم يكن متوقعا من دول الغرب، واميركا بالتحديد, اضافة الى تركيا، وهم الذين كانوا اصلا وراء تخريب سوريا , ونظموا عمليات ارسال الارهابيين من كل اصقاع الارض للوصول الى سوريا عبر تركيا ك"ساحة جهاد" بعد العراق، تحت شعار الحرية والديمقراطية، وارتكاب مجازر لترويع سكان البلاد , وامداد الفصائل المشكلة تحت اشرافهم بأدوات القتل والترويع والاعلام التضليلي لتزوير الحقائق , لم يكن متوقعا ادانة المجازر , لا بل منحها شرعية، والذريعة "ملاحقة فلول النظام"!


لكن اللافت ان الجامعة العربية التي سحب البساط من تحت دولها في سوريا , واكبت عمليات ابو محمد الجولاني الاجرامية استكمالا للإجرام "الاسرائيلي"، بإدانة "أعمال العنف واستهداف قوى الأمن الحكومية والقتل المنفلت في سوريا".. وقالت إنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل بسوريا والمواجهات التي وقعت هناك. وأدانت الجامعة أية تدخلات خارجية تهدف إلى تأجيج الأوضاع الداخلية وتهدد السلم الأهلي وتفاقم من التحديات التي تواجهها سوريا في المرحلة الحالية.


اما قطر , حيث نعيم "الحريات" على اشكالها ترزح تحت الاقدام الامنية وهي تعلن بفجاجة ، فأعلنت "تضامن دولة قطر ووقوفها مع الحكومة السورية ودعمها لكل ما تتخذه من إجراءات لتوطيد السلم الأهلي وحفظ الأمن والاستقرار في البلاد."


اما الاردن المكتوي بنار ابو مصعب الزرقاوي، الذي كان يعرف بكنية "شيخ الجزارين" وقد تتلمذ ابو محمد الجولاني على يديه، فأعلن بصلافة دعمه لدولة الجولاني في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها، معربا عن رفضه أي تدخل خارجي أو محاولات لدفع البلاد نحو الفوضى.
ليست مواقف العرب مما يجري من مذابح موثقة أفضل منها من حرب الابادة المستمرة على الشعب الفلسطيني , والارجح انها منخرطة حتى النخاع في تغطية الجرائم الاسرائيلية سواء في فلسطين او في لبنان.


لم يسأل أحد من العرب الذين تأسرلوا، عن الفوضى التي نشرتها عصابات الجولاني منذ استيلائه على السلطة في دمشق على ايدي العثمانيين الجدد -الغارقين مع دول حلف الناتو في كل افعاله المشينة , وكم من عائلات ابيدت، وكم من بنات ونساء جرى سبيهن , وكم حجم الاتاوات على الصغير والكبير تفرض , وما هي المكونات السورية التي تضطهد بدءا بالدروز الى المسيحيين والعلويين , وايضا اضطهاد اي سني يرفض الاجرام , لا بل يعدم كأنه من الخارجين على الدين الاسلامي المحدث في اروقة اميركية و"اسرائيلية".


ان ما جرى في سوريا وهو مستمر كما يبدو , ناجم عن قرار ضمني , مغشى بتصريحات جوفاء مثل ان المخالفين لقرار السلطات اي الجولاني وغرفة عملياته سوف تجري محاسبتهم , وان لجنة شكلت سابقا لرصد المخالفات واحالة من تجاوز تعليمات القيادة خلال العمليات العسكرية والامنية الى المحكمة العسكرية".


طبعا لم يشاهد اي من اعضاء اللجنة المقاطع المصورة لثناء عمليات الاعدام الفوري لصبية ورجال ونساء , والقاتل يبتسم , لا بل يقهقه وهو ينفذ جريمته , كما ان المشاركين وجوههم ظاهرة وواضحة , ولا حاجة للتدقيق ابدا بعدما أعلن قائدهم العام ابو محمد الجولاني الذي أصبح احمد الشرع ببدلة وياقة بيضاء وربطة عنق ان على قوى الامن "عدم السماح لاحد بالتجاوز والمبالغة برد الفعل " وان ما يميزنا عن عدونا هو التزامنا بمبادئنا ".


ما قاله الشرع صحيح بان الالتزام بالمبادئ وجوهرها الترويع والجريمة لا يزال مستمرا وقد شربها منذ تتلمذه على ايدي الزرقاوي, وبرر الجرائم التي ارتكبها بيده آنذاك ,بانه كان لا يزال صغير السن .بينما الاعلام العالمي في ما يسمى العالم الحر , في سبات عن المجازر الا فيما ندر وبخجل مريب .
بلا شك ان لبنان هو الاكثر تأثرا مما يجري في سوريا , وملامح الخطر بدأت تظهر مع تشكيل مجموعات وضعت نفسها بإمرة الجولاني واجرامه وهؤلاء, بغالبيتهم ينتمون الى جبهة النصرة التي يقودها الجولاني , بمواكبة اجهزة اعلامية , تنشر اخبارا مزيفة , لإثارة القلاقل , وصولا الى تبرير  الجرائم غير المسبوقة , تماما كما برروا العدوان الاسرائيلي على لبنان .وليس ما نقلته محطة الحدث السعودية عما مصدر امني سوري بان "كثيرا من قادة المجموعات الخارجة عن القانون موجودون في لبنان , الا اشارة واضحة للتوتير وضرب الاستقرار الهش .


اما ساسة لبنان الجدد , فهم في سبات تماما كما السبات مع اوسع عدوان اسرائيلي على الاراضي اللبنانية ليل الجمعة - السبت , وتحت اعين اللجنة الخماسية ,بحيث ان مجرد شكوى لم تصدر , ربما من مفهوم تبريري بان الشكوى لغير الله مذلة , وهم لا يريدون ان يشعروا بالذل اكثر , وان كان  لديهم متسع ساري المفعول لمط الشفاه وتقليبها , وكأن ما يجري ليس على ارضهم , وانما في المقلب الاخر من الارض .والعمل على استثمار العدوان في تعزيز اوراقه السلطوية الانبطاحية في الداخل لنيل المديح من  موظف في  السفارة الاميركية, على القيام بمهامه المطلوبة ,بدل استثمار اوراق القوة الشعبية التي شهدوا شكيمتها في 3 محطات مفصلية منذ تفاهم وقف العمليات الحربية , الذي لم ولن تلتزم دولة العدوان ,ولعل في محطة تشييع السيد حسن نصرالله , والسيد هاشم صفي الدين عبرة .


النذر الخطيرة تتحرك رياحها في الشمال اللبناني الموصول ارضا وبحرا وجوا مع سوريا ,وحسنا ما قام به  الجيش اللبناني من اجراءات  على اطراف جبل محسن في ظل التوتر الذي يشتهيه الجولاني كما بنيامين نتنياهو , متصاعدا لاستنزاف الجيش اللبناني وتحويل قدراته الى الشمال , وبالتالي افراغ او تخفيض عديد الجيش في الجنوب , ما يتيح "لإسرائيل" , بان الجيش اللبناني غير قادر على تنفيذ مهامه , فتضرب هدفين بحجر واحد , استمرار الاحتلال , واعادة تزخيم العدوان وتوسيع الاحتلال .وهذا الامر بحد ذاته , سيولد مقاومة , لها انماط جديدة مستخلصة من عبر ودروس الحرب التي لا تزال مستمرة .
ان شبك الايدي خلف الرؤوس , والركون الى تعهد اميركي من هنا , الى تعهد عربي من هناك, لا يمكن ان يحميا لبنان الذي بات في دائرة العاصفة , ومن وضع رجليه على سلم التنازل يمكنه التوقف في مكانه , والا فان العاصفة قد تتحول الى اعصار يقتلع كل من يقع في دربه .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل