أمن "متعدد الطبقات"... عقيدة "إسرائيلية" جديدة _ د ليلى نقولا

الإثنين 03 آذار , 2025 03:11 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

كشف التحقيق في أحداث 7 تشرين الأول/ اكتوبر أن الفشل الاستخباراتي كان "نتيجة مشاكل عميقة وجوهرية ونظامية تكمن في صميم نظام الاستخبارات والمهنة والثقافة التنظيمية"، وقد حدد التحقيق ثلاث إخفاقات رئيسية: فجوة كبيرة ومستمرة بين المفاهيم في الاستخبارات، الفشل في التحذير من وقوع هجوم مفاجئ، وهناك فجوة في إدراك وتجسيد الفهم للقضايا الجوهرية والمبدئية بالنسبة لحماس.


وفي موازاة الفشل "المتعدد الطبقات"، تقوم "إسرائيل" بتطبيق عقيدة جديدة لحفظ الأمن، عنوانها "الأمن المتعدد الطبقات"، وذلك لعدم تكرار ما حصل في 7 أكتوبر، وتكشف مراقبة ما تقوم به "إسرائيل" وما يكشفه الاعلام "الإسرائيلي" أن تطبيق تلك العقيدة الجديدة يحصل في كل من غزة ولبنان وسوريا، وهي تقوم على ما يلي:


-      إقامة نقاط دفاع قوي داخل فلسطين المحتلة في المناطق للمحاذية للبنان وغزة وداخل الجولان السوري المحتل.
-      إقامة منطقة عازلة في المناطق المحاذية لفلسطين المحتلة في تلك الدول، أي في لبنان وسوريا وقطاع غزة.
-      جعل كل من لبنان وغزة وسوريا، مناطق منزوعة السلاح.


وعلى أساس هذه العقيدة يمكن فهم السياق العام المتطابق الذي تقوم به "إسرائيل"، فهي تقوم بتعزيز قواتها على الحدود مع لبنان، وأبقت على أجزاء من القرى الحدودية والتلال الحاكمة تحت سيطرتها، وتطالب بقيام الدولة اللبنانية بالقيام بنزع سلاح حزب الله ليس في جنوب الليطاني فحسب، بل على كافة الأراضي اللبنانية. وإذا أضفنا الضغوط التي تمارس على الجيش اللبناني لعدم امتلاك السلاح النوعي والكاسر للتوازن، نعرف أن التوجه أن يكون لبنان دولة منزوعة السلاح في المستقبل.


أما في سوريا، فتقول "اسرائيل" أن المناطق الواسعة التي احتلتها والتي تقدّر بحوالي 400 كلم داخل الى الأراضي السورية، بالإضافة الى جبل الشيخ، لن تخرج منها في المدى القريب بل تعتبرها حزاماً أمنياً يحميها من التهديدات. هذا بالإضافة الى الاعتداءات التي قامت بها على مراكز وقواعد الجيش السوري والتي دمرتها كلياً، وجعلت سوريا دولة منزوعة السلاح بشكل كامل. كما تشير التقارير الى تعزيزات أقامها "الإسرائيليون" للقواعد العسكرية داخل الجولان السوري المحتل.


وفي فلسطين، تطالب إسرائيل بجعل الأراضي الفلسطينية ومنها قطاع غزة، مناطق منزوعة السلاح، كما تتحدث عن عدم انسحاب كامل من أراضي القطاع، بل تسعى للاحتفاظ بالسيطرة على معبر فيلادلفي، وإقامة حزام أمني بعرض 1.5 كلم داخل القطاع، في جميع الحدود الملاصقة للمستوطنات. هذا بالإضافة الى تعزيز الأمن والمراقبة والدفاع للقواعد المنتشرة على الحدود مع الضفة الغربية وقطاع غزة.
 
وهكذا، تستفيد "إسرائيل" من التطورات لتحتل أجزاء من الدول المجاورة، وتدّعي أنها تسعى لإشراك لبنان وسوريا في اتفاقيات التطبيع القادمة، علماً أن السقف الذي سيلتزم به الجميع ومنه لبنان وسوريا هو السقف العربي الذي وضعته المملكة العربية السعودية وهو تأسيس دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.


بالتالي، وبما انه لا يمكن لاي دولة عربية أن تتخطى هذا السقف، يمكن أن نتوقع احتلالاً "اسرائيلياً" طويل الأجل للأراضي اللبنانية والسورية التي سيطر عليها الاحتلال مؤخراً وهو ما سيعيد تشريع المقاومة إذا لم تقم الدول المعنية ومن يدعمها وخاصة الأميركيين بالضغط على "إسرائيل" لانسحاب قواتها.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل