الثبات- إسلاميات
قال تعالى:{يأيها الذين ءامنوا كُتِب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}
فقد دلت هذه الآية الكريمة على أن الصيام شرْعٌ عام: لهذه الأمة ولسائر الأمم قبلها، لم تخل عنه شريعة سماوية، لأنه مصلحة بشرية أساسية، ومرتبة كمال سامية، يُرشدنا إلى هذه الحكمة قوله تعالى: {لعلكم تتقون} أي: لعلكم تبلغون بصيامكم مراتب التقوى، التي تنطوي فيها الوقايات المنيعة: وقاية الجسم من الأمراض، ووقاية الجوارح من الشهوات، ووقاية العقول والأفكار من الشبهات، ووقاية القلوب من الوساوس والأغيار
فالصيام مشروع لدى شرائع الله تعالى، ولكن تختلف عِدَّته وأوقاته: ففي بعض الشرائع فُرِض صيام الدهر، كما ورد عن شريعة نوح عليه الصلاة والسلام، وذلك لمناسبة أجسامهم القوية، وفي بعض الشرائع فُرض صيام خمسين يومًا، وهكذا اختلفت العدة والأوقات حسب الاختلاف في الاستعدادات والقابليات
وقد فرض الله تعالى على هذه الأمة المحمدية، -التي هي أفضل الأمم- أن تصوم أفضل شهر في السنة، ألا وهو شهر رمضان، وهذا أكمل تشريع للصيام، وأفضل تقدير لمصلحة الأنام روى البزار عن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعًا: ((سيد الشهور شهر رمضان، وأعظمها حرمة ذو الحجة))
وروى الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((سيد الشهور شهر رمضان، وسيد الأيام يوم الجمعة)).