المجتمع المقاوم ينهي "هدنة الخداع"... فتتدخّل أميركا _ د. نسيب حطيط

الإثنين 27 كانون الثاني , 2025 01:39 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
ربح المجتمع المقاوم الجولة الأولى من معركة إنهاء "هدنة الخداع"، والتي قرر العدو منفرداً تمديدها 60 يوماً قابلة للتمديد أيضاً، فبعد "الهجوم المدني" المضاد  للمقاومة على عدة محاور، وعلى جبهة طولها 60 كلم من الناقورة غرباً الى الخيام شرقاً استطاعت كتائب النساء والرجال والاطفال بقيادة آباء وأمهات الشهداء، تحرير اكثر من 20 قرية كان العدو لا يزال يتواجد فيها او يمنع الوصول اليها حتى يأذن لهم، ليستكمل عمليات التفجير والتجريف ومحو معالم المنطقة وزرع أجهزة التجسس والمراقبة، والأهم من ذلك استكمال الحرب النفسية على المقاومة وأهلها لإذلالهم معنوياً، بالتلازم مع مشاغلتهم جنوباً، لتسهيل عمليات "اغتيالهم" سياسياً في الداخل على مستوى التمثيل الحكومي او الشراكة بانتخاب رئيس الجمهورية او الحكومة، وذلك ضمن المخطط، فلا تنسحب "إسرائيل" إلا بعد تشكيل الحكومة، والتي سَيفرض عليها استكمال الحرب على المقاومة، عبر إلزامها بتنفيذ القرارات الدولية، وبما انها عاجزة عن التنفيذ او انها لا تريد، فستعمل وفق الأوامر المعطاة لها، لطلب المساعدة الدولية، وفي مقدمتها المساعدة الأمريكية، بصفتها الراعي للاتفاق، ورئيس لجنة الإشراف على تنفيذ القرار 1701 وفق التفسير الأميركي - "الإسرائيلي"، والذي يمكن ان يستدعي تأسيس تحالف دولي للقضاء على المقاومة، بعد العجز "الاسرائيلي" في حرب الستين يوماً، وفي هدنة الخداع، لأنه لا يمكن للتحالف الأميركي - "الإسرائيلي" إعلان انتصاره في لبنان وفلسطين وإيران إلا اذا أستطاع القضاء على المقاومة في لبنان، وفق معلوماته وتجربته.
استطاعت المقاومة والمجتمع المقاوم الربح بالنقاط أربع مرات منذ بدء الحرب "الإسرائيلية" وفق التالي:
- ربحت المقاومة فرض وقف إطلاق النار على العدو بسبب صمود المقاومين الأسطوري، والذين منعوا العدو طوال 60 يوماً من التوغل حتى الليطاني، مع ان الثمن كان غاليا؛ 25,000 شهيد وجريح.
- ربحت المقاومة وأهلها المعركة السياسية ومعركة الصبر الشجاع والعاقل طوال هدنه الخداع 60 يوماً، وكشفوا عورات عجز الدولة والمجتمع الدولي وحلفاء "اسرائيل" في لبنان، وبرهنت لأهلها انه لا يمكن حماية الجنوب إلا بالمقاومة.
- ربحت المقاومة وأهلها معركة فرض إنهاء هدنة الخداع عبر المقاومة المدنية السلمية الشجاعة والكربلائية، واسقطت إنذارات وتحذيرات العدو والقوات الدولية، وحرّرت أكثر من 20 قرية، وكسرت قراره وهيبته مع ان الثمن كان غالياً أيضاً؛ أكثر من 150 شهيداً وجريحاً واسيراً في بضع ساعات، ومع ذلك لم يتراجع المقاومون المدنيون، فتدخّلت أميركا لإنقاذ هيبة العدو وطمأنة أدواتها في لبنان، الذين غضبوا اكثر من العدو  يوم أمس، فسارعت اميركا لتمديد  الهدنة حتى 18 شباط كحلّ وسط بين المقاومة وأهلها الذين يطلبون الانسحاب الفوري للعدو، والطلب "الاسرائيلي" بالتمديد 60 يوماً، كمرحلة أولى.
-  ربحت المقاومة يوم أمس في "يوم المقاومة المدنية" إثبات ان المعركة ليست مع "اسرائيل" وحدها، بل ان المعركة مع اميركا، وعندما عجزت "اسرائيل" عن حماية قرارها، فاستغاثت بالبيت الابيض الذي طلب تمديد هدنة الخداع لحفظ ماء وجه العدو وجيشه، فوافقت الحكومة اللبنانية بالإكراه.
يراكم "المجتمع المقاوم" بأذرعه العسكرية والمدنية جمع نقاط القوة والربح بفضل الله سبحانه وصمود المقاومين وصبر أهل المقاومة وصمودهم، وكذلك الإدارة العاقلة والحكيمة للمعركة، بمحاورها السياسية والميدانية، وعدم الانفعال او الخوف وعدم الاستسلام او الانهزام.
لم تنته الحرب بعد، وكلما أقفلنا باباً من أبوابها سيفتح التحالف الأميركي الدولي باباً آخر، ولن تكون على جبهة الجنوب فقط، انما يمكن ان تكون في الشمال والشرق أو في منع اموال الإعمار، أو الحصار الاقتصادي، او من باب "الإقصاء والإخصاء" السياسي، مما يفرض علينا التصرف بحكمة وموضوعية وعقلانية وصبر وشجاعة، والقتال بنفس طويل، مع الحذر والاحتياط وعدم الثقة العمياء بأحد... فنحن نقاتل أميركا..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل