أقلام الثبات
تتصاعد التهديدات والتسريبات بتمديد العدو، وبموافقة أمريكية، الحرب من طرف واحد، والتي أُطلق عليها، لتضليل الرأي العام، "هدنة الستين يوماً" للانسحاب "الإسرائيلي"، فكانت حرب الستين يوماً من طرف واحد يقوم بها العدو "الإسرائيلي"، بالتعاون مع القوات الدولية، بالتلازم مع عجز حكومي لبناني والتزام عاقل وشجاع وذكي من المقاومة.
يتصرّف العدو بحرية كاملة، لاعتقاده ان ظروف المنطقة لصالحه بالكامل، ويحاول استغلالها مع حلفائه والمؤيدين له في لبنان والعالم العربي للقضاء على المقاومة في لبنان، والتي شكّلت ولا زالت العقبة الرئيسية امام سقوط المنطقة في القبضة الأمريكية و"الإسرائيلية"، مع انها محدودة العدد والجغرافيا.
يطالب الجميع المقاومة بالرد، ويتطاول البعض عليها، سواء بقصد او غير قصد وبسوء نية او حسن نوايا، لكنهم يرجمون المقاومة ويحيّدون العدو ويحاصرون المقاومة ولا يحمّلون العدو مسؤولية خرقه "اتفاق تشرين" والقرار 1701.
وهنا نوجه النداء لأهلنا الشرفاء الصابرين الشجعان، خصوصاً أهل القرى الحدودية في الجنوب، للبدء "بمقاومة مدنية" إعلامية وقانونية بمواجهة العدو "الإسرائيلي" والقوى السياسية والشخصيات الإعلامية في لبنان، والتي تقاتل الى جانب العدو بمواقفها السياسية والإعلامية، وهي التي صمتت عن مخالفات العدو ولا زالت تطالب بنزع سلاح المقاومة ولا تطالب بخروج الاحتلال ولا تستنكر تدميره للمباني المدنية غير العسكرية.
نتمنى على أهلنا وهيئاتهم الاجتماعية والبلدية البدء بما يلي:
- تشكيل وفود من كل قرية مع مجلسها البلدي والمخاتير وإمام البلدة وهيئاتها الإنسانية والاجتماعية والصحية وتقديم شكاوى باسم القرية الى مقر القوات الدولية ولجنة الاشراف على تنفيذ "اتفاق تشرين"، مع إحصاء لما دمّرته اسرائيل من منازل وبنى تحتية ومساجد ومقابر، لا علاقة لأي عمل عسكري بها، والمطالبة بالانسحاب "الإسرائيلي".
- مبادرة نواب قوى المقاومة التحرك على مستوى البرلمانات العربية والإسلامية والدولية، للمطالبة بالانسحاب والتعويض عما دمّره الاحتلال.
- تشكيل فريق قانوني من المحامين والمهندسين في كل قرية ولإعداد الملفات القانونية والفنية، وتقديم شكاوى ضد العدو "الاسرائيلي" في المحاكم الدولية، وطلب التعويضات عن الخسائر التي لحقت بالمدنيين دون مشاركتهم في الحرب، ودون وجود اي مسلحين في بيوتهم وكرومهم.
- التقدم بالشكاوى ضد كل إعلامي او مسؤول حزبي او حزب او جماعة سياسية او وسيلة إعلامية في لبنان تقوم بدور المخبر والمحرّض على المقاومة واهلها، وتمنع وصول أموال الإعمار الى لبنان، مما يشكل اعتداءً على المتضررين، ويساعد العدو "الإسرائيلي" لتثبيت المنطقة العازلة وارهاق المقاومة وأهلها.
- تنظيم الاعتصامات أمام سفارات الدول الكبرى وأمام مقرات الامم المتحدة، للمطالبة بالانسحاب "الاسرائيلي".
- مطالبة أهالي "شبعا" المالكين للأراضي التي تحتلها "اسرائيل" التحرك القانوني لإثبات ملكيتهم للمزارع وأنها ليست سورية حتى تستطيع الحكومة والمقاومة الدفاع عنها ،فإذا تنازلوا عن حقوقهم، فليس على المقاومة التحرّك والقتال نيابة عنهم
- إعداد ملفات مصوّرة عن جرائم الحرب "الإسرائيلية" وترجمتها الى اللغات الأجنبية الأساسية مع أفلام وثائقية قبل البدء بإعادة الإعمار ونشرها على الراي العام العالمي والاحتفاظ بها كوثائق ضد الاحتلال في المحاكم والهيئات الدولية.
- تنظيم فعاليات طلابية وشبابية وتنظيم الاعتصامات للمطالبة بالانسحاب "الاسرائيلي" والمشاركة التطوعية بإعادة الإعمار .
نناشد المقاومة ان لا تبادر "الآن" الى أي عمل عسكري وإبقاء المسؤولية في عهدة الدولة التي تطالب بحصرية السلاح بيدها ومن اجل كشف عجزها أو منع المجتمع الدولي لها من قتال "اسرائيل" ولكشف عورات السياسيين والإعلاميين والأحزاب اللبنانية التي تخاصم المقاومة وتساعد العدو "الإسرائيلي".
على المقاومة ان تبقى على صمتها وصبرها ومراقبتها للأحداث والاستعداد للمستقبل، دون الوقوع تحت ضغط الانفعال الشعبي او الاستفزازات الداخلية المحرّضة عليها حتى لا تقع في الكمين المخطط ضدها بعد نجاتها من الحرب الأولى ولتثبيت حاجة لبنان لوجود المقاومة، بالتعاون مع الجيش والشعب المقاوم وأن هذا العدو لا يلتزم، بالاتفاقيات ولا بالقرارات الدولية ولا تردعه إلا القوة.
علينا ان نتعلم أن المقاومة، ليست رصاصاً وميداناً فقط، بل المقاومة كلمة ومظاهرة وإعلاماً وثقافة وقانوناً وشعرا وفنا ومسرحا ًو... وعلينا ان نسلك كل وسائل المقاومة ولا نبقى على المقاومة المسلحة فقط دون ترك السلاح الشجاع والعاقل.
رسالة الى أهلنا المقاومين: للبدء بالمقاومة المدنية دعماً للمقاومة المسلّحة _ د. نسيب حطيط
الجمعة 24 كانون الثاني , 2025 04:13 توقيت بيروت
أقلام الثبات
مقالات وأخبار مرتبطة