الثبات- إسلاميات
عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول اللهﷺ:((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))
هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام، وكما أن حديث: ((إنما الأعمال بالنيات)) ميزان للأعمال في باطنها، فكذلك حديث النبيﷺ هذا ميزان للأعمال في ظاهرها، وكل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله، وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس من الدين في شيء
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: هذا الحديث ينبغي حفظه وإشهاده في إبطال المنكرات
وقال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: هو قاعدة من قواعد الإسلام وأعمها نفعًا من جهة منطوقة لأنه مقدمة كلية في كل دليل يستنتج منه حكم شرعي
يُفهم من هذا الحديث الشريف أن الإسلام اتباع لا ابتداع والنبيﷺ حفظ الإسلام من غلو المتطرفين وتحريف المبطلين بهذا الحديث الذي يعتبر من جوامع الكلم، وهو مستمد من آيات كثيرة في كتاب الله، دلت على أن الفوز بالأخرة والدنيا في اتباع هدي رسول اللهﷺ دون تزيد أو تنطع، كقوله تعالى:{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
و روى مسلم في صحيحه أن رسول اللهﷺ كان يقول في خطبته: ((خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)) وفي رواية: ((وكل ضلالة في النار)) فتدل هذه الأحاديث أن من ابتدع في الدين بدعة لا توافق الشرع فإثمها عليه، وعمله مردود عليه، وأنه يستحق الوعيد
فائدة رواية الإمام مسلم وهي قولهﷺ: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) أن بعض المعاندين ببدعة سُبق إليها، يرد على احتجاجنا عليه بالرواية الأولى وهي قولهﷺ: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) فيقول: أنا ما أحدثت في الدين شيئاً، أنا أخذتها من غيري فنروي له رواية الإمام مسلم فتفهمه أن هذا العمل يجب أن يكون موافقًا لروح الشريعة.