قوى 14 آذار تبايع "الجولاني" _ د. نسيب حطيط

السبت 28 كانون الأول , 2024 11:43 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تتسابق قوى 14 آذار لمبايعة جبهة "النصرة" و "الرفيق الجولاني" بوفود موسّعة ومزركشة طائفيا وسياسياً، وقبل ان تعترف الجامعة العربية او الأمم المتحدة بالحكومة الجديدة أعلنت قوى14 اذار انتصارها مع المعارضة السورية، والتي يجمعهما العداء للمقاومة وعدم قتال "اسرائيل" والدعوة للسلام معها.
بادرت قوى 14 (بالجملة والمفرّق) لمبايعة "الجولاني"، وتقديم الهدايا؛ كما اعتادت مع مسؤولي النظام السابق في "عنجر".. الهدية الأولى هي مزارع "شبعا" التي وصفتها بأنها سورية، بالنيابة عن الحكومة اللبنانية، ولسلب المقاومة أحد أوراق القوة التي تمتلكها.
لم تطلب قوى 14 اذار من السلطة الجديدة في سوريا إعادة النازحين السوريين مادامت سوريا باتت آمنة وسقطت بيد السلطة التي ينتمي اليها النازحون، لأنها تريد توظيفهم كذراع عسكري لها ضد المقاومة عند أول فتنة داخلية يُطلب اشعالها ضد المقاومة وأهلها والوطنيين اللبنانيين.
إن الدافع والحافز لتحالف قوى 14 اذار مع جبهة "النصرة" ووصفهم بأنهم رفاق تحرير وخندق واحد، بسبب عجز قوى 14 اذار عن تحشيد المقاتلين الذين تحتاجهم للمعركة المُكلّفة بها ضد المقاومة من مدير المشروع الأميركي المناهض للمقاومة وتوسعته عسكرياً وإعلامياً واقتصادياً.
إن التحالف الآذاري - الجولاني يستدعي من المقاومة وأهلها وكل الوطنيين اللبنانيين ان يتهيؤوا للمرحلة القادمة الساخنة، فجبهة النصرة وألوية "الأوزبك " و"الطاجيك" و"داعش" صارت على أبواب بيوتكم، وفي شوارعكم، وعلى طرقاتكم، بقفازات ووجوهٍ وألسنةٍ لبنانية، وانضمت "جونية " والشوف والشمال الى مناطق جبهة تحرير الشام!
تم حصار المقاومة وأهلها وكل الوطنيين بين فكّي كماشة؛ العدو "الإسرائيلي" في الجنوب، وجبهة النصرة في الشمال والشرق وحلفاؤها في كل لبنان، وصار لجبهة تحرير الشام نواب في البرلمان وسياسيون وإعلاميون ومحطات تلفزة لبنانية، وأحزاب تنطق باسمها، وصار "للجولاني" رأي بانتخاب رئيس الجمهورية، وفي تسمية رئيس الحكومة وقانون العفو عن السجناء بأصوات لبنانية كانت تزور "عنجر" وصار عليها ان تزور دمشق.
يظن مؤيدو المشروع "الإسرائيلي" أن اللحظة مناسبة للانقضاض على المقاومة وتكرار لحظة الانقضاض على الوطنيين اللبنانيين والمقاومة الفلسطينية بعد اجتياح عام 82، والإمساك بالسلطة وتصفية المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، وان التحالف "الاسرائيلي" وقوى 14 اذار وجبهة النصرة، برعاية أمريكية وإدارة تركية، قادرٌ على تحقيق أهدافه والتخلص من المقاومة وأهلها.
كان الآذاريون الحلفاء الجدد "للجولاني" يرفضون التبعية لسوريا مع ان أكثرهم كانوا من أدواتها وحلفائها وأتباعها الذين استقووا بها لتثبيت زعاماتهم وخوض معاركهم وحصاد النواب والوزراء وجني الأموال والوجاهات (حبذا لو تنشر السلطة الجديدة تقاريرهم الموجودة في خزائن مباني المخابرات السابقة) ولازالوا ثابتين على تبعيتهم ولم يتغيّر سوى الحاكم لسوريا وذلك لتثبيت زعامتهم ولتعويض العجز عن مواجهة المقاومة.
لهؤلاء جميعاً نوجه النصح والإرشاد بالتعقّل والحكمة وعدم العبث بأمن لبنان، وعدم الوقوع في الخطأ والشبهة والظن بأن المقاومة قد انهزمت وأنها مُحاصرة ويمكن القضاء عليها وتصفيتها.
استيقظوا من "سكرة" النصر الموهوم ولا تشعلوا لبنان بنار الفتنة التي تجمعون حطبها وتهدّدون وتتوعّدون، ونقول لكم توضيحاُ وتحذيراً إن المقاومة واهلها لا زالوا في ذروة القوة، وهم قادرون على سحق من يتطاول عليهم ومن يعتدي عليهم، وإذا أشعلتم النار ستحترقون بها قبل غيركم.
فلتهدؤوا وتصمتوا ولا تتطاولوا وسنبقى ملتزمين بالسلم الأهلي وحفظ الأمن في لبنان، لكن عندما تتجاوزن بعض الحدود التي لا يمكن السكوت عنها، والتي تهدّد المقاومة وأهلها، عندها سيكون الجواب قاطعاً ومؤلماً لكم، لتعودوا الى رشدكم.. فلا تغامروا.
لا نحترم أكثركم، وأنتم الذين تتنقلون من أحضان الاحتلال "الإسرائيلي"، وتستقوون به، الى أحضان الحكم في سوريا الأسد، وتستقوون بها الى أحضان "الجولاني"، وتستقوون به، وهذا دليل على ضعفكم وذلّكم… وإنكم من المتسوّلين السياسيين ولستم رجال سياسة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل