الثبات- إسلاميات
فضل الله تعالى يوم الجمعة بفضائل كثيرة واختص الله عز وجل الأمة المحمدية بهذا اليوم المبارك كرامة لنبيهاﷺ، ومن المعلوم أن الله سبحانه فضل بعض الأيام على بعض
فليلة القدر أفضل من باقي الليالي قال تعالى:{ليلةُ القدر خير من ألف شهر}
وفضَّل بعض الشهور على بعض، فشهر رمضان له مزية عن باقي الشهور قال تعالى:{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدىً للناس وبينت من الهدى والفرقان}
وفضل بعض الأماكن على بعض، فالمسجد الحرام أفضل من باقي الأماكن قال تعالى:{إنَّ أول بيت وضع للناس للذي ببكَّة مُباركًا وهدىً للعلمين}
كما فضل بعض النبيين والرسل على بعض، قال الله تعالى:{تلكَ الرُّسُلُ فَضَّلنا بعْضَهُمْ على بَعْضٍ}
وله في ذلك الحكمة البالغة سبحانه، فهو القائل عز وجل عن ذاته المقدسة {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفعَلُ وَهُم يُسأَلُون}
وقد جمع الله في هذا اليوم المبارك نفحة وفضيلة من كل الفضائل التي ذكرناها آنفًا:
كالحث على قراءة القرآن ولاسيما قراءة سورة الكهف قالﷺ:((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له ما بين الجمعتين))
والإكثار من الصلاة والسلام على سيد الأنام محمدﷺ، خير النبيين وخير المرسلين وخير من طلعت عليه الشمسﷺ عن أنس بن مالكٍ –خادم رسول اللهﷺ- قال رسول اللهﷺ: ((أكثروا الصلاةَ عليَّ يوم الجمعة، فإنه أتاني جبريل آنفًا عن ربه عز وجل فقال: ما على الأرض من مسلم يصلي عليك مرة واحدة إلا صليتُ أنا وملائكتي عشرًا))
وكالدعاء والابتهال لله تعالى، وتحري ساعة الإجابة في هذا اليوم المبارك قالﷺ: ((فيه ساعةُ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ وهو قائم يصلي، يسأل الله تعالى شيئًا، إلا أعطاه إيَّاه))
يقول ابن القيم رحمه الله في معرض حديثه عن يوم الجمعة: ".. وله على سائر الأيام مزيةٌ بأنواع من العبادات واجبة ومستحبة.. وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعةُ الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان، ولهذا مَن صحَّ له يومُ جمعتِه وسلِم، سلمتْ له سائرُ جمعتِه، ومن صح له رمضان وسَلِم، سَلِمت له سائر سَنَتِه، ومن صحَّت له حَجَّتُه وسَلِمَت له، صح له سائر عُمرِه، فيوم الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضانُ ميزان العام، والحجُّ ميزان العمر".