مقالات مختارة
ثبـّتَ اللهُ ايماننا بنصره، ويقيننا انه لن يتركنا مهما اشتدت النوائب والتحديات، بعد ان ثبـّتنا على راية الحق... وان تعيشَ مع الحق، فمعنى ذلك ان تعيش روحٌ التفاعل والشعور الانساني النبيل ، مع كل مظلوم ومهموم ومحروم ومستضعٌف، لتساعده وتنصره. وان تعيشَ مع الحق، فمعنى ذلك ان تحيا عمقَ الالتزام بالقضايا الكبرى لكل انسان شريك لك بالانسانية في هذا العالم.. وعندما تتفاعل مع المظلومين انسانيا، فأنتَ تحملٌ سلامة الايمان و العقيدة الراسخة، والشعور السامي الذي يتجاوز الانانيات.. وعندما تثبت وتخطط بوعي للآتي، فأنت تعيش سلامةٌ التفكير في عقلك، الذي يريده الله ان يعمل من اجل العدالة، ومن اجل كل القيم العليا التي تؤكد حرية الانسان لا حرية المستعبِدين والظالمين، والتسليم لله الواحد ربُ الكون.. وان تكون كلمته هي العُليا لا كلمة الظالمين والمستكبرين. وان تكون مؤمنا بما تعتقد، فمعنى ذلك ان تعيشَ التشخيصَ الواعي لحياتك التي تحيا في هذا العالم، الذي يعبث فيه الاستكبارُ بالمستضعفين في الأرض، فيظلمهم ويصادر حقوقهم وثرواتهم ومستقبل اجيالهم وقرارهم الحُر لصالحه، ولصالح ظُلمـِه وتجبره وعلوّه وعتّـوه في الأرض .
ان علينا ان نعيشَ المنطقَ الصواب في حاضرنا، وفي ايامنا القادمة، وفي مواجهة التحديات المتعاظمة والفتن التي تطل علينا كقِطع الليل المظلم. يجب ان نواجه ما نقابله من ابتلاءات وتحديات، على أسسٍ من العقيدة الثابتة والمبادىء الراسخة والقيم الأخلاقية والإنسانية الأصيلة... حتى لو وقفت بوجهك كلُ الدنيا تزَولُ الجبالُ ولا تزولُ لأنك مؤمنٌ بالفكر الذي تحمل وبالنهج الذي تعيشه في حياتك ..هذا هو الثباتُ الذي يهزم نقاط ضعفنا، بعد ان انتصرنا في "جهادنا الأكبر" ( جهاد النفس).. لأن من ينتصر على النفس الأماّرة بالسوء، وعلى الشهوات والصغائر، ويترفع عن الدناءات، فحتما سينتصر في معارك الحياة الكبرى، السياسية والعسكرية والأمنية والإقتصادية والاجتماعية...
نعم ،كانت ايام صعبة وابتلاءات ومِحَن مُزلـزلة، اجتزناها عابرين فوق أحزاننا ودموعنا وفقد الأحبة ، متسلحين بالصبر الجميل، الى أن مَـنّ الله علينا بالفرج، والعودة الى الديار آمنين مرفوعي الرأس.. عُدنا حامدين لنِعم الله وشاكرين لآلائه،عـُدنا لنواصل الطريق رغم كل الجراح ... ويقينُنا الراسخ ان الله لا ولن يتركنا ما دمنا الصادقين، وما دمنا نعيشُ صلابةَ الموقف مع الحق، وعمق الايمان مع اليقين ان الله معنا في حزننا وفي مظلوميتنا وفي آلامنا وفي كل هذه المعاناة.. هذا وعدُه الذي لا يتغير، ولنا كلُ الثقة بهذا الوعد.
د. نبيل سرور