مقالات مختارة
دار – و يدور- بيني و بين احد الأصدقاء نقاش حول الأحداث الجارية حاليا و حرب الإبادة في غزة ولبنان. صديقي هذا لديه افكار مختلفة كليا عني و لن ادخل في تفاصيل جدلية حول خلفيته و انتماءه و افكاره الخ, فهذا غير ذي فائدة.
المهم في الموضوع انه غير مقتنع بجدوى الإسناد و لا السياسة المتبعة في الرد و الحرب من كافة دول و اعضاء المحور. لأكون صادقا, حديثي معه مستفز و مزعج احيانا, في تصوره ان الرد و الإسناد يجب ان يكون (قاسيا) مع قوة نارية كبيرة و اجتياح و تحرير خلال ايام –او ربما ساعات حتى- و كأنه قائد عسكري خاض اشرس المعارك! لذلك تتسم ردود افعاله بالسخرية المبطنة احيانا و التي بالطبع لا اتقبلها و لكننا تعلمنا الصبر من اسياد الصبر فمن نحن امامهم كي نزايد عليهم لذلك اختصر النقاش و الجدل على امل ان يعي و يرى حقيقة ما يحدث. فمن يدير المعركة هم رجال الله, قوم مصطفون ذو بئس و حكمة و حلم, قوم واثقون من انفسهم خططوا و درسوا و حضروا و اجتهدوا لهذه الأوقات الصعبة و اداروها بحكمة و تروي . لكل هذا انا لا ابالغ بردة فعلي و اقابله بتجاهل تام.
مناسبة ذكر الموضوع انني ارى العديد من الروؤس الحامية الذين عن نية صافية او غيرها غير مقتنعين بمسار الأمور حتى الآن و يدعون –و ان بسخرية احيانا- الى فتح الجبهات و اطلاق الصواريخ و حرق الأخضر و اليابس و كأن الحرب بهذه السهولة و عندما تناقشهم تكون حجتهم اذا ما هذا الدعم و كيف تدعم و تساند المقاومة و هذا جوهر الموضوع.
طبعا المساندة النارية و فتح الجبهات كما يطالب هؤلاء اعلاه قد تبدو الأقرب الى المثالية و لكن هل جميعنا قادر على هذا؟ شخصيا, يمكنني ان احدثك ساعات و ساعات و انظر عليك عن جدوى القتال و التخطيط العسكري و عمليات الكوماندوس و لكنني قطعا لن انجح في الميدان و التخطيط العسكري الفعلي. يجب الذكر هنا و التذكير اولا و اخيرا انه هناك رجال نذروا انفسهم للميدان, رجال كما تقول الآية الكريمة صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر... و اننا لمنتصرون لا محالة .
اذا كيف ندعم المقاومة؟
الجواب سهل و بسيط جدا, ادعمها اولا بالإيمان بها, بتصديقها و الدفاع عنها. ادعمها بالوقوف الى جانبها, الى جانب اهلها متى احتاجوا الى المساعدة. بتقديم يد العون الى ناسها. تبرع بالمال, قدم المساعدات ان استطعت. تبرع بالدم, انخرط في الجمعيات التي تقدم مساعدات اجتماعية, ان اي عمل تقوم به و لا يضرها هو دعم لها.
ادعمها, بالإيمان بالنصر المطلق, ان هدف العدو الأول هو ترهيبنا و زرع الخوف في قلوبنا, لذلك فأول النصر هو الإيمان به والثقة ان النصر يقين قادم لا محالة مهما اشتدت الشدائد و و عظمت المصائب و كبرت التضحيات.ان النصر صبر ساعة.
فإن لم تستطع, فاكتفي بالصلاة لها و الدعاء لها, وان لم تستطع فاكتفي بذكرها في قلبك و ان لم تستطع فاجعلها فكرة جميلة تمر في رأسك. زد على ذلك, انت لا تريد ان تفعل كل هذا, لا مشكلة. عش حياتك بالطريقة التي تناسبك, فعدونا هدفه الأساس ترهيبنا و اخافتنا, و انت بممارسة حقك في الحياة تتحداه بطريقة غير مباشرة و تقول له انك غير خائف منه لأن هناك من يقارعه و يحمي الأرض و العرض.
فإن لم تستطع فعل كل هذا فاصمت, و لا تذكرها لا من قريب و لا من بعيد, و لا تفكر فيها و لا تتحدث عنها, فهذا افضل دعم من امثالكم....
و السلام, ..