أقلام الثبات
السابع من تشرين اول عام 2023 بدأ "طوفان الأقصى" الفلسطيني وساندته المقاومة في لبنان بالنار والموقف والتأييد، فكانت طليعة العرب والمسلمين على اختلاف مذاهبهم لنصرة غزة.
السابع من تشرين الاول عام 2024 بدأ "طوفان النار" "الإسرائيلي" - الأميركي على المقاومة واهلها في لبنان لتنفيذ "الإبادة الجماعية" كما فعلوا في غزة، يعاونهما صمت عربي ظاهري، ودعم سري للعدوان.
"طوفان النار" الإسرائيلي" - الأميركي على لبنان، بداية الحرب لتأسيس "الشرق الاوسط الكبير" والقضاء على المقاومة ومحو فكرة مقاومة المشروع الاميركي، وتثبيت منهج التبعية والعبودية لأميركا، وتعميم حالة الخوف والترهيب، واعدام أحلام الشعوب بالحرية والاستقلال، وادارة ثرواتها ومحو هويتها الثقافية والدينية لتكون "الديانة الإبراهيمية" ديانة الشرق الاوسط الجديد، واعلان الحرب على الله سبحانه وعلى عباده ومحو رسالاته في تكرار لمحاولة محو رسالة النبي موسى (عليه السلام)، واستبدال عبادة الله بعباده "العجل"، ولإلزام الشعوب والمقاومة بعباده "العجل الإسرائيلي".
طوفان النار "الإسرائيلي" - الاميركي يريد قطع رأس المقاومة في لبنان، لإعدام الأمة ومحورها المقاوم وفكرها الديني التحرري، ولاستعمارها من جديد، وتكذيب الحديث النبوي الشريف (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد..)، ولإثبات ان هذه الامة ليست الا أشلاءً، تقتل بعضها وتطعن بعضها وليست جسدا واحدا وليست كلمة واحدة وليست ذات هدف واحد!
طوفان النار "الإسرائيلي" - الأميركي يهدف إلى قتل ما تبقى من شرف عند العرب، وقطع رؤوس كل الاحرار والثوار، ومعاقبة وتأديب كل من يرفع شعار "لا لأميركا" و"لا لإسرائيل"، وعلى كل من يتجرأ ان يكون سلاحه في مواجهة المشروع الاميركي بالتلازم مع السماح باقتناء السلاح لتقتل اخوتك وتدمر دينك سواء كنت جيش نظام او جماعة تكفيرية، فستمدك أميركا بالسلاح وتحميك في القانون ،ليكون حصادك على بيدرها.
طوفان النار الأميركي - "الإسرائيلي" على المقاومة في لبنان يبدأ حربه ليكون عام 2024 عام الحرب على لبنان، كجبهة رئيسة ورائدة في محور المقاومة كما كان العام 2023 عام الحرب على غزة.
الحرب الأميركية الشاملة والهجوم المضاد على مشروع المقاومة ،بدأ بشراسة وتوحش، ضمن استراتيجية قتل المحور واحداً.. واحداً واسقاطه ساحة.. ساحة واغتيال قياداته وقطع رؤوسها ليعود "فرعون" المنطقة، وليؤسس "اسرائيل الكبرى" باسم "الشرق الاوسط الكبير" و"الديانة الإبراهيمية"، وتغيير اسم المنطقة وديانة المنطقة وتقسيم شعوب المنطقة، ورسم خريطة دول المنطقة "امارات" طائفية ومذهبية وقومية تابعة وضعيفة ومتناحرة، تبايع "إسرائيل "وكيل اميركا في المنطقة .
إن استراتيجية المشروع الأميركي - "الإسرائيلي" هو حشد اكبر عدد من الحلفاء والادوات واستعمال كل الوسائل غير المشروعة والتدميرية والمتوحشة، لتحقيق هدفهم ومشروعهم ولكي يستطيع اهل المقاومة ومحورها الصمود، لابد من حشد كل قواتهم في الحرب وعدم القتال "بالمفرّق"، والا ستسقط حركات المقاومة الواحدة تلو الاخرى ولابد من المسارعة لإسناد المقاومة في لبنان والشراكة في القتال بشكل اكثر فعالية وتأثيرا على العدو ،وإلا فإن خطر سقوط المقاومة وخسارتها وتشريد اهلها يصبح متاحاً واذا سقطت المقاومة في لبنان وانهزمت فان مشروع المقاومة في المنطقة سيموت ويتفكّك وتسقط الثورة الإسلامية بانتفاضة في الداخل وعدوان من الخارج وتعود المنطقة الى دائرة الاستعمار القديم يحكمها "الحاكم العسكري" الاسرائيلي بإشراف وادارة أميركية!
"طوفان النار" على المقاومة ، يثير شهيّة بعض اللبنانيين، لتكرار مشهدية اجتياح عام 1982 عندما انهزمت المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية وتقدمت القوى الحليفة لإسرائيل للإمساك بالحكم، لكننا نبلغ هؤلاء بأن المقاومة لم تنهزم ولن تنهزم بإذن الله وان المقاومة لن تهاجر ولن يهجّرها احد بالسفن او بالشاحنات ومن يريد المغامرة لاصطياد اللحظة التي يراها مناسبة لتحقيق أحلامه ...ننصحه ونحذره بوجوب عدم التطاول او المغامرة ،فالمقاومة قادرة على الصمود وعلى الانتصار، لكنها لن ترحم من يغدر بها ويطعنها ولن تكون هناك مجزرة "صبرا وشاتيلا" ثانية ولن يكون هناك نظام او رئيس ينصّبه العدو مباشرة او مداورة!
صحيح ان "طوفان النار" اغتال قيادة المقاومة ورمزها وشرّد اهلها ودمر بيوتها، لكنه لن يستطيع القضاء عليها او هزيمتها، وستنتصر بدماء آلاف الشهداء والجرحى، وسترفع راية الانتصار بإذن الله.. سَيُهزمون.