أقلام الثبات
في كل مرةٍ يستهدف فيها العدو "الإسرائيلي" سورية، يشعر الإرهابيون في سورية بـ"نشوة النصر"، ويجدون في الاعتداءات الصهيونية على الأراضي السورية "فرصةً" لمعاودة تحريك أنشطتها الإرهابية لاستهداف المدنيين، وبعض نقاط الجيش العربي السوري، في محاولةٍ لتوسيع الحرب في المنطقة ككل، التي أضحت حربًا شاملةٍ، لا بل كونية بطبيعتها، بحسب مجريات الواقع الميداني الراهن في المنطقة، خصوصًا بعد انخراط عناصر أوكرانية قدموا إلى سورية لتقديم المساعدة والدعم للمجموعات الإرهابية في حربهم على سورية، على اعتبار أن الانقلابيين في أوكرانيا يجدون في الميدان السوري ساحةً من ساحات الصراع بين حلف الناتو وروسيا، في ضوء الجهود التي تبذلها موسكو وحلفائها لاستيلاد نظامٍ عالميٍ جديدٍ متعدد الأقطاب، يحد من سيطرة المحور الغربي بقيادة واشنطن على مصير الشعوب ومقدراتها الاقتصادية.
وفي هذا الصدد، تكشف مصادر سورية عليمة عن وجود "عناصر من الأوكران في مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة في الشمال السوري، يعملون على توسيع رقعة الحرب الدائرة في المنطقة"، مؤكدًا أن "التنسيق قائم بين الإسرائيليين والإرهابيين والأوكرانيين، في محاولاتهم لتوسيع رقعة هذا الحرب، لتطاول الوجود العسكري الروسي في سورية، بالتالي محاولة تشديد الضغط الحربي لحلف الناتو على روسيا، ولكن عبر الجبهة السورية". وفي السياق عينه تكشف معلومات ميدانية موثوقة أن "العدوان الأخير الذي استهدف منطقة جبلة القريبة من القاعدة الجوية الروسية في حميميم في محافظة اللاذقية في الأيام القليلة الفائتة، يرجح أنها طائرات مسيّرة أطلقها الأوكرانيون من مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة في الشمال السوري أو سواه من تلك المحاذية لمحافظة اللاذقية، في محاولةٍ لاستهداف قاعدة حميميم الروسية"، ودائمًا بحسب رأي المصادر.
وفي السياق عينه أيضًا، يذكر أن قبيل الانقلاب الذي قام به النازيون الجدد في أوكرانيا على الحكم الحليف لموسكو في العام 2014، سبق ذلك قيام الإرهابيين على اختلاف جنسياتهم، بتدريب بعض الانقلابيين الأوكرانيين على حرب العصابات لدعم مخطط الفوضى الخلّاقة التي أحدثت الانقلاب في كييف، وهذا الأمر ليس سرًا، فقد تناوله الإعلام في حينه أكثر من مرة. كذلك يقوم الأوكرانيون بدورهم بمساعدة الإرهابيين في مجال الحرب التكنولوجية، خصوصاً تزويدهم بالمسيّرات، وذلك في إطار "وحدة الساحات" بين مكونات المحور الغربي في حربه على روسيا وحلفائها، على اعتبار أن سورية هي واحدة من الساحات المتحالفة مع موسكو، في سبيل قيام نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب. كذلك فإن نتائج الحرب "الإسرائيلية" على لبنان حتمًا سيكون لها
تأثير كبير في مجريات الصراع بين "الناتو" وروسيا وحلفائها، خصوصًا إيران، على اعتبار أن "نتائج الحرب، سيترتب عليها إعادة رسم المنطقة من جديد، وإعادة ترتيب وضع القوى المؤثرة فيها"، برأي مرجع في العلاقات الدولية، يرى أن "هذه الحرب طويلةً، نظرًا إلى بعدها الاستراتيجي، وكونها ستسهم بقوةٍ في ولادة النظام العالمي الجديد"، ودائمًا بحسب رأي المرجع.
و"يأتي أيضًا استهداف طرق المواصلات بين لبنان في إطار المحاولات "الإسرائيلية" لتوسيع هذه الحرب من جهة، كذلك للضغط على لبنان وسورية ومحور المقاومة من جهةٍ أخرى، وذلك من خلال استخدام ورقة النزوح الداخلي، أي (الضغط على المقاومة عبر بيئتها) التي تتعرض للمجازر والتهجير، علّ هذه الأعمال الإجرامية، تدفع المقاومة إلى تقديم التنازلات للمحور الغربي و"إسرائيل"، كالتراجع إلى شمال نهر الليطاني ونزع الأسلحة الذكية، إلا أن الكلمة الفصل تبقى للميدان"، بحسب تأكيد مصادر سياسية قريبة من محور المقاومة. وبالعودة إلى الاعتداءات الصهيونية التي طاولت الطرق بين لبنان وسورية، "دائمًا كانت الروابط الموضوعية بين البلدين أي (البشرية والجغرافية تزعج "الكيان الإسرائيلي"، لذا فإن استهداف البنى التحتية أي (الطرق) التي تربط البلدين الجارين، وذلك في سياق "حفلة الجنون الإسرائيلية" التي تهدف إلى تأجيج الحرب في المنطقة، لتلافي قبول "إسرائيل" بقيام دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ، على اعتبار أن "حل الدولتين" سيحد من أطماع "تل أبيب" التوسعية في المنطقة ككل، وخصوصًا في فلسطين، لأن الضفة الغربية حيث مقر السلطة الفلسطينية راهنًا ، أي "يهودا والسامرة" هي جزء من "دولة إسرائيل"، بحسب التعليمات التوراتية، لذا يعمل الكيان على تأجيج ويراهن على خسارة روسيا وإيران، كذلك وصول رئيس أميركي يقدم الدعم اللامحدود "للكيان".