إستوقفني وأوصاني بإلحاح: "أرجو أن تصل كلماتي هذه إلى المعنيين.. أنا مستعد للتبرع بكليتي وعيني وكل ما يحتاجه الجرحى".
ليس ثمة كلمات تفي المشهدَ عند ميدان الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت حقَّه.. أقلُّ ما يقال إنه مشهد "بيكبر القلب".. صغاراً كباراً نساءً رجالاً قَدِموا على عجالة عارضين التبرع بالدم لجرحى العدوان "الإسرائيلي" على لبنان.
يؤكد أحد المتبرعين: "هذه الاعتداءات لا تزيدنا إلا قوة وإصرارًا.. ووقوفًا ومساندةً لبعضنا البعض".
كانت هذه ضمن حملة أطلقتها جمعية "ود" عقب العدوان.. الدعوة إلى التبرع حصرها المعنيون في الجمعية بالذكور ممن يحمل إحدى زمرتي الدم AB- وO-.. الكثيرون ممن لديهم فئات دم أخرى رفضوا المغادرة.. يقولون: "ربما نحظى بعد قليل بشرف التبرع".
تجلٍ آخر لنخوة جمهور المقاومة.. تقول إحدى النسوة: "لم استثناؤنا من المطلوب منهم التبرع بالدم؟
عند التفاعل مع الحملة يتوقف جعفر مستراح مسؤول العمليات في جمعية "ود"، مؤكدًا أن الحملة جاءت كخطوةٍ استباقية لتجميع أكبر قدر من وحدات الدم قبل نفاذها من المستشفيات، وتقديمها للجرحى والمصابين.
"هذا دأب أهل المقاومة".. الكلام لنائب رئيس بلدية حارة حريك أحمد حاطوم، الذي يلفت إلى أن هذه المبادرة دلالة على أن هذا الشعب اللبناني مستعد لأن يقدّم دم للإخوان المجاهدين الجرحى، وأن يضحي في الميدان دفاعًا عن القدس وشرف القدس.
ومجدداً يتأكد أن ما بين المقاومة وجمهورها ليس مجردَ علاقة بين حزب وقاعدته الشعبية.. إنها علاقة متجذرة قامت على امتزاج الدم وبذل التضحيات المتبادلة حتى تحقيق الانتصارات.. ولو بعد حين.
المصدر: إذاعة النور
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً