الثبات ــ إسلاميات
1ــ اسمه الكامل: محيي الدين بن حسن بن مرعي بن حسن آغا بن علي الكردي الداري.والداري نسبة إلى دارة في ديار بكر ( تركيا ).
2ـــ مكان وتاريخ الميلاد: ولد الشيخ أبو الحسن في دمشق الشّام، في حي الحيواطيّة، حيث دار والده وذلك سنة 1912م.
3ــ النشأة: نشأ في حجر والديه وكان لهما الأثر الكبير في تربيته وخاصة والدته المرأة الصالحة التقية الورعة التي كانت كثيرة القيام والصيام. أضف إلى ذلك فلقد كانت تسكن إلى جانب بيت والده امرأة صالحة اسمها _ فاطمة بنت علي الحجة_ لم يكن عندها أولاد، فكانت تحبه حباً شديداً، حتى إنه ليقولُ عنها بأنها نفعته كثيراً إذ عندما بلغ من العمر أربع أو خمس سنوات تقريباً، أخذته بيدها إلى الخجا _ وهو بيت لامرأة من أهل الحي تعتني بتربيةِ الأولاد وقتها _ وقد أغرتها بالمالِ الوفير إن هي اهتمت به، فاعتنت به أشد عناية، حتى لقنته القرآن كاملاً من المصحف _حاضراً_ فلما انتهى من ختم القرآن فرحت به فاطمة هذه فرحاً شديداً حتى إنها عملت له مولداً وجمعاً من الناس، وكان عمره وقتئذٍ ست سنوات. ثم إنها لم تكتف بهذا، فأخذته إلى الكُتّاب فكان أحسن مكتب يقوم على تربيةِ الأولاد ويهتم بهم وبتعليمهم مكتب الشيخ عز الدين العرقسوسي، وكانت أم الشيخ عز الدين صديقة حميمة لفاطمة فأوصتها أن يعتني به، ولما سمع منه تلاوة القرآن سُرَّ به واعتنى به عناية فائقة.
4ــ حفظ القرآن الكريم: بدأ بحفظ القرآن الكريم عند الشيخ عز الدين، وكان عمره 12سنة.ثم لم يجد والده بُداً للظروف التي كانت تمر به إلا أن يأخذه معه إلى العمل فكان يحفظ الصفحة في العمل ثم يذهب بعد ذلك إلى الشيخ عز الدين ليسمّعها له حتى وصل إلى سورة طه. اضطّرته الظروف ليسافر ويعمل في عَمّان، ثم عاد بعدها إلى دمشق وعاد لحفظ القرآن إلى أن انتهى، وكان عمره سبعة عشر عاماً.
5ــ مشايخه: في الوقت الذي كان يحفظ فيه القرآن عند الشيخ عز الدين ـ وكان قد قرأ عليه ختمةً كاملةً بروايةِ حفص وأجازه بها، حتى إنّ الشيخ عز الدين كان معجباً بقراءتهِ كثيراً، وكان يتدارس معه القرآن الكريم، يقول الشيخ: لقد مَرَّت بنا أيام كنا نقرأ في الجلسة الواحدة عشرة أجزاء، وكان في حيّهم جامع الحيواطيّة، وكان إمامه الشيخ رشيد شميس رحمه الله تعالى، حيث أعطاه العوامل في النحو ليحفظها، ولما حفظها بسرعة سُرَّ به الشيخ رشيد كثيراً وقال: إن شاء الله سيخرج من هذا الحي عالم من علماء المسلمين. كما قرأ عليه شيئاً من الفقه الحنفي.
ومن مشايخه أيضاً: الشيخ محمّد بركات، كان إماماً في جامع العنّابي في حي باب سريجة، فقرأ عليه أول كتاب عمدة السالك في الفقه الشافعي. من مشايخه: الشيخ حسني البغّال إمام جامع عز الدين في حي باب سريجة، قرأ عليه كتاب ابن القاسم والأزهرية والقطر وأكثر من نصف شرح ابن عقيل، وحفظ أثناءها متن الغاية والتقريب، ويذكر الشيخ أنه كان معهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري رحمه الله تعالى، والشيخ جميل الخوّام رحمه الله تعالى، وبقي في جامع عز الدين حتى توفي الشيخ حسني رحمه الله. ومن مشايخه: الشيخ العلامة الشافعي الصغير صالح العقاد رحمه الله،.وقد قرأ عليه كتاب مغني المحتاج بشرح المنهاج مرتين وكتاب التحرير، وقرأ عليه الورقات في الأصول، وبقي ملازما للشيخ صالح حتى توفي رحمه الله تعالى.